قاطع محتجون مرات متصدر مرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، خلال كلمة ألقاها أمام حشد انتخابي في حظيرة طائرات بمطار ليكفرونت في ولاية نيو اورليانز. وهتف عدد من المحتجين بعبارات مناهضة لجماعة «كلو كلوكس كلان» التي تنادي بتفوق العرق الأبيض ودافع آخرون عن السود، فأخرجتهم الشرطة بالقوة من المكان. تزامن ذلك مع كشف استطلاع جديد للرأي نيل ترامب تأييد نسبة 41 في المئة من الناخبين الجمهوريين، في مقابل 19 في المئة لتيد كروز و16 في المئة لماركو روبيو. وقبل ساعات من جولات الانتخابات التمهيدية في كنساس ولويزيانا وماين وكنتاكي، تراجع ترامب عن تعهده تعذيب الإرهابيين وقتلهم مع أفراد من عائلاتهم. وكتب في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «سأستخدم كل سلطات الرئاسة التي أملكها لاعتقال الأعداء الإرهابيين، لكنني أفهم أن الولاياتالمتحدة تلتزم قوانين واتفاقات لن أطلب من جيشنا أو من المسؤولين خرقها»، علماً انه كان تعرض لانتقادات كثيرة، حتى من داخل فريقه، عندما دعا الى تجاوز استخدام تقنية «الإيهام بالإغراق» ضد مشبوهين بالإرهاب، وقتلهم مع عائلاتهم. وتابع: «واضح أنني سأتقيد كرئيس بقوانين على غرار جميع الأميركيين، وسأتحمل مسؤولياتي». والخميس الماضي، نشر أكثر من 70 خبيراً جمهورياً في الشؤون الخارجية والأمن القومي رسالة مفتوحة تندد بتقلب مواقف ترامب، خصوصاً في شأن تصريحاته حول التعذيب. وقال الجنرال المتقاعد والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) مايكل هايدن أن الجيش الأميركي لن ينفذ أوامر مخالفة للقوانين. ولا تزال نخب الحزب الجمهوري ومؤيديه تحت صدمة تدني مستوى خطاب ترامب في المناظرة ال11 مع منافسيه الجمهوريين الخميس. ورغم تقدمه في الانتخابات التمهيدية، لكن النبرة اللاذعة والبذيئة لترامب الذي افتتح المناظرة بتلميح الى حجم عضوه، تثير شكوكاً في أهليته لنيل الترشيح الجمهوري، بما في ذلك بين أقرب مؤيديه. وباتت تنتشر فكرة تنفيذ أقطاب الحزب حملة مساعٍ مكثفة لإفشال حملته. وما زاد من ذعر المحافظين، إلغاء البليونير مشاركته أمس في «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، الملتقى السنوي للمحافظين الأميركيين قرب واشنطن. وأبدى منظمو المؤتمر خيبتهم، معتبرين أن «خياره يوجه رسالة واضحة الى المحافظين». وناشدت جيني بيث مارتن، وهي من مؤسسي حركة «حزب الشاي» المحافظة المتشددة التي أوصلت محافظين كثيرين الى الكونغرس، وبينهم تيد كروز، جميع المشاركين في المؤتمر أن يدعموا حملة كروز. وقالت: «يوجه ترامب خطاباً جذاباً من خلال تأكيد عزمه على ترميم عظمة أميركا، لكنه يحب نفسه في بداية المطاف ونهايته وما بينهما». وخلال «مؤتمر العمل السياسي المحافظ»، دعا المدرس المتقاعد بن ويليامز، الى نهضة جمهورية تمنع ترامب من رفع راية الحزب في السباق الى البيت الأبيض. وقال: «ستكون صفاته كارثية كرئيس، وبينها الغطرسة والتهور والابتذال. وأضاف ويليامز، الذي ارتدى زياً اسكتلندياً لمناسبة الشهر الأميركي – الاسكتلندي: «بالنسبة الى الجناح اليميني للحزب، ليس ترامب محافظاً كفاية». وبدا أن غالبية المشاركين في المؤتمر يشاركون وجهة نظر ويليامز، إذ علت الهتافات لدى إعلان إلغاء ترامب مشاركته. وقال برينت تيدويل (29 سنة)، وهو جمهوري متطوّع في المؤتمر: «لا أعتقد أن ترامب منسجم مع توجّه المحافظين. رأى حاجة ومصلحة في تبنّي بعض الأفكار المحافظة لأنها كانت مناسبة له». وقال منافس ترامب، المحافظ تيد كروز، لدى اعتلائه المنبر: «لقد تخلى ترامب عن الحديث أمام المؤتمر، إذ أبلغوه أن محافظين سيكونون هنا». وصرخ شخص من الجمهور قائلاً: «لا لترامب»، مكرراً عبارة باتت شعبية على موقع «تويتر»، في إشارة إلى الاشمئزاز من بروز هذه الشخصية المثيرة للجدل من خارج الأوساط السياسية. ويفخر كروز بنقاء انتمائه إلى اليمين المتشدد، لكن ترامب ليس كذلك، على رغم إعلانه تمسّكه بمسيحيّته، والدفاع عن حق امتلاك السلاح وجيش قوي، وتعهّده بناء جدار على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير الشرعية، ومعارضته مشروع الرئيس باراك أوباما إصلاح نظام الرعاية الصحية. لكن مهندس البرمجيات رولاند تريفينو (60 سنة) المتحدر من سان أنطونيو في تكساس، يرى أن ترامب «محافظ كفاية»، مؤكداً أنه يقدر نجاح ترامب كرجل أعمال.