طهران، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - استبقت طهران وصول أمهات ثلاثة أميركيين تحتجزهم منذ تموز (يوليو) الماضي، بتجديد تأكيدها أنهم «جواسيس»، فيما نفت الفرنسية كلوتيلد ريس التي أفرجت عنها ايران وعادت الى باريس الأحد الماضي، «في شكل قاطع» أي علاقة لها بأجهزة الاستخبارات الفرنسية. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي قوله ان طهران وافقت على منح أمهات الأميركيين الثلاثة تأشيرات دخول «لدواع انسانية طبقاً لما تنص عليه التعاليم الإسلامية»، مضيفاً: «على رغم كونهم جواسيس ودخلوا البلاد في صورة غير شرعية، نعاملهم بحسب المبادئ الدينية». في غضون ذلك، أعلنت طاهرة سعيدي زوجة المخرج الإيراني المعتقل جعفر بناهي، ان الأخير بدأ إضراباً عن الطعام في سجنه حتى يُسمح له برؤية عائلته ومحاميه وبإطلاقه في انتظار محاكمته. ونقل موقع «راه سابز» المؤيد للإصلاحيين عن سعيدي قولها انها تحدثت مع زوجها هاتفياً الثلثاء. في الوقت ذاته، نشر الموقع الإلكتروني لمجلة «لا ريغل دو جو» الفرنسية رسالة من بناهي نقلها عباس بختياري مدير مركز «بويا» الثقافي، اشار فيها الى أن حراس السجن هددوه باعتقال عائلته في سجن ايفين وإساءة معاملة ابنته في سجن رجائي شهر. وكتب بناهي في الرسالة: «لم آكل ولم اشرب شيئاً منذ صباح الأحد، وأُقسم بما أؤمن به، وهو السينما، أنني لن أوقف إضرابي عن الطعام قبل ان تتحقق مطالبي» التي أعلنتها زوجته. في غضون ذلك، نفت ريس «في شكل قاطع» تصريحات لبيار سيرامي العضو السابق في أجهزة الاستخبارات الخارجية الفرنسية أكد فيها ان «ريس خدمت» الاستخبارات الفرنسية على رغم انها «لم تكن جاسوسة». وقالت في بيان: «لم تكن لي أبداً علاقة مع اجهزة الاستخبارات، ولا اعرف الأشخاص الذين يزعمون انني منخرطة فيها». وأضافت: «أنا مصدومة بإيجاد أجواء من الريبة في بلادي بعدما عشتها في ايران». أما وزير الشؤون الأوروبية بيار لولوش فاعتبر تصريحات سيرامي «مزاعم وهمية وسخيفة يمكن أن تؤدي لاتخاذ إجراء قانوني». وارتبط إطلاق ريس بالإفراج المبكر في باريس عن الإيراني علي وكيلي راد الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1994 لاتهامه بقتل رئيس الوزراء الإيراني السابق شهبور بختيار قرب العاصمة الفرنسية عام 1991. وقال وكيلي راد لدى وصوله الى مطار طهران: «تركت الجحيم وراءي وأنا سعيد بالعودة الى الجنة». أما النائب الإيراني كاظم جلالي الذي كان من مستقبلي وكيلي راد، فقال ان الأخير «كان بريئاً وقبع نحو 19 سنة في سجن فرنسي من دون أن يرتكب أي جريمة».