اثينا - أ ف ب - سددت اليونان أمس قروضاً استحق موعدها قيمتها تسعة بلايين يورو، وذلك عشية اضراب عام جديد هو الرابع منذ شباط (فبراير) دعت اليه النقابات احتجاجاً على خطة التقشف التي اقرتها الحكومة. وبفضل الدفعة الأولى من القرض الأوروبي التي بلغت قيمتها 14.5 بليون يورو وتسلمتها اثينا اول من أمس، بات في امكان الحكومة اليونانية تسديد استحقاقات الديون في موعدها عبر دفع نحو تسعة بلايين يورو لدائنيها. وأعلنت وزارة المال اليونانية انها تلقت ايضاً الأسبوع الماضي من صندوق النقد الدولي، قرضاً قيمته 5.5 بليون يورو. وأوضحت ان «هذه الأموال تغطي حاجات الاقتراض الفورية والقصيرة المدى اضافة الى سندات اليونان». وبهذا باتت اليونان في مأمن من الإفلاس وتمت تغطية حاجاتها المالية للاستحقاقات القصيرة المدى. وتندرج ال14.5 بليون يورو في اطار برنامج قروض قيمته 80 بليوناً وعد شركاء اليونان في منطقة اليورو بدفعه على ثلاث سنوات، بينما وعد صندوق النقد الدولي بدفع 30 بليون يورو. وسيكون الاستحقاق المهم المقبل في آذار (مارس) 2011 موعد دفع اثينا لدائنيها سندات خزينة لثلاث سنوات قيمتها 8.6 بليون يورو. لكن في غضون ذلك ستتلقى اليونان قروضاً من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد تبلغ قيمتها الإجمالية 18 بليوناً ستدفع لها نهاية السنة. وفي مقابل هذه القروض وعدت حكومة رئيس الوزراء جورج باباندريو الاشتراكية، بتنفيذ خطة تقشف تاريخية بثلاثين بليون يورو تهدف الى خفض العجز العام، الذي لامس 14 في المئة من الناتج عام 2009، الى ما دون العتبة الأوروبية المحددة ب 3 في المئة، في 2014. الا ان برنامج التقشف اثار تحفظات شديدة في البلاد ودعت اكبر نقابتين مجدداً الى اضراب عام الخميس، هو الرابع منذ اجراءات التقشف الأولى في شباط. وعلى رغم ان معظم اليونانيين (اكثر من 55 في المئة). وافاد آخر استطلاع،أن اليونانيين يفضلون اجراءات التقشف على افلاس البلاد المحتمل، يتوقع ان تشهد اليونان الخميس اضطرابات قوية، وأن تتوقف وسائل النقل العام عن العمل وكذلك السفن والقطارات. لكن وسائل النقل الجوي ستواصل العمل بعد ان رفض مراقبو الجو الانضمام الى حركة الاحتجاج بسبب «تدهور الوضع في القطاع السياحي» الذي يعتبر من اكبر موارد البلاد. وستلغى فقط رحلات جوية داخلية الى جزر سيكلادس (شرق) بسبب اضراب عاملين فنيين. كذلك لن يتوقف الصحافيون عن العمل خلافاً لحركات الاحتجاج الثلاث السابقة في شباط وآذار والخامس من ايار (مايو) الماضي. وسقط خلال الإضراب الأخير ثلاثة قتلى في مصرف اشتعلت فيه النيران بعد إلقاء مجهولين زجاجات حارقة عليه على هامش المسيرة النقابية.