أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن «الانسجام والتعايش ينطلق من الأخوّة وصلاح النفس وسلامة الصدر والمساواة والتواصي بالصبر والحق والمرحمة، فالمساواة بين الناس ليست مساواة تماثل، بل مساواة تكامل؛ تنفي العصبية والحزبية وحميّة الجاهلية ودعواها، وتؤكد السمع والطاعة ولزوم الجماعة، وعدم الشذوذ عنها أو الخروج عليها». وبيّن في خطبة أمس (الجمعة) أن «الانسجام والتعايش ينشران الألفة والتعاون والترابط، وينمّيان روح العمل والإبداع، ويحميان البلاد من الانحراف والأفكار والاتجاهات العدوانية، ويقللان من أثر الإشاعات الموهّنة للعزائم والمفرقة للجماعة». وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته أنه «ما امتنع قط أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا من خيار التابعين من الصلاة خلف كل إمام صلى بهم، حتى خلف الحجّاج بن يوسف، وحبيش بن دلجة، ونجدة الحروري، والمختار بن أبي عبيد، وكل متهم بالكفر، فالمسلمون يرون أن كل من صلى صلاتهم واستقبل قبلتهم وأكل ذبيحتهم فهو منهم، والسرائر إلى الله، والحساب على الله». وأكد أن «الإسلام يسع أهله كلهم لسعته وسماحته، فالعاقل المنصف من اغتفر قليل خطأ أخيه في كثير صوابه، فلا يبخس الناس حقوقهم ولا أشياءهم»، لافتاً إلى أنه «ينبغي التفريق بين التعايش والرد على المخالف، فالرد على المخالف باب واسع مفتوح يسلك فيه مسالك المصلحة والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن في بيان الحق، كما ينبغي التفريق بين المسالم والباغي، فالذي يبغي ويهدد السلم العام ويريد تفريق المسلمين ويعمل السيف في رقابهم لا بد من إيقافه عند حده والضرب على يده كائناً من كان». وشدد على أنه يجب على كل مسؤول الالتزام بكل ما يؤكد روابط الوحدة وتلاحم المجتمع بعيداً عن المزايدات وعن كل نقاش لا يتناسب مع المرحلة، والحذر من إثارة ما يفسد ولا يصلح ويفرق ولا يجمع، من مقالات أو تغريدات أو رسومات، باعث ذلك حسن التدين والحب والإخلاص والغيرة على الدين والوطن والأهل، حرصاً على المصلحة العامة واجتماع الكلمة والالتفاف حول القيادة وإغاظة العدو المتربص. وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن العلم بالله عز وجل، وبأنه أشرف العلوم، مبيناً أن الحاجة إلى معرفة الله فوق كل الحاجات، وهي أصل الضرورات، وأن الفطرة هي محبة الله. وأشار في خطبة أمس (الجمعة) إلى أن شياطين الإنس والجن يسعون إلى حرف فطر الخلق، قال الله تعالى في الحديث القدسي: «خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاء كُلَّهُمْ، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّياطينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِيْنِهِ». وقال: «إن المسلم مأمور بتعاهد فطرته، لتعود المنحرفة إلى أصلها، ويزداد الذين آمنوا إيماناً»، موضحاً أن «الله عز وجل أقام الآيات دليلاً على ربوبيته، وأن الرسل بعثوا لتقرير الفطرة، وأن أعظم ما جاء به الرسل توحيد الربوبية، فهو أصل من أصول الإيمان، مفيداً بأن «كل ما سوى الله لا يستحق العبادة، فهو سبحانه وحده المستحق لها؛ لأنه الخالق».