ارتفعت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة أمس معززة مكاسبها الأسبوعية، وسط ترقب المتعاملين والمحللين صدور بيانات الوظائف الأميركية التي قد تقدم مزيداً من الدعم للأسعار. وارتفع سعر خام «برنت» في العقود الآجلة 19 سنتاً إلى 37.26 دولار للبرميل، بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعاً 14 سنتاً. ويتجه «برنت» لإنهاء الأسبوع على مكاسب تزيد على خمسة في المئة. وزاد سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 13 سنتاً إلى 34.70 دولار للبرميل بعدما انخفض تسعة سنتات عند التسوية السابقة. وبينما ارتفع مخزون الخام الأميركي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 517.98 مليون برميل الأسبوع الماضي، أظهرت بيانات «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية أن الإنتاج انخفض للأسبوع السادس على التوالي ليصل إلى 9.08 مليون برميل يومياً. وتجد الأسعار دعماً في انخفاض الإنتاج الأميركي، لكنّ المستثمرين يترقبون أيضاً صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة قد تقدم لهم مزيداً من الأدلة. إلى ذلك، قال كبير الخبراء الاقتصاديين في «وكالة الطاقة الدولية»، لازلو فارو، ان قطاع النفط قلص نفقاته الاستثمارية بأكثر من 100 بليون دولار العام الماضي ويُتوقع أن تؤثر تخفيضات أخرى كبيرة العام سلباً في آفاق الإنتاج. وتوقع في تصريح إلى وكالة «رويترز» في بودابست أن يرتفع الطلب على النفط في السنوات الخمس المقبلة بواقع 1.2 مليون برميل يومياً في المتوسط مضيفاً أنه حتى مع تباطؤ نمو الطلب الصيني على الخام، إلا أن ذلك «يظل نمواً كبيراً للطلب على النفط». وقال: «العام الحالي قد يشهد حجم الانخفاض في الاستثمارات الذي سجله 2015 ما لم تتعاف أسعار النفط كثيراً.» وأضاف: «تخفيضات الاستثمار كبيرة جداً لدرجة أنه ما من شك في أنها ستؤثر في آفاق الإنتاج». إلى ذلك، أعلن مسؤولون نفطيون أن إندونيسيا وإيران ستتفاوضان الاسبوع المقبل على اتفاق محتمل قصير الأجل، لتوريد 120 ألف برميل يومياً من النفط الايراني لمصفاة نفطية في جزيرة جاوة الإندونيسية. وسيزور وفد إندونيسي برئاسة وزير النفط، سوديرمان سعيد، إيران الأسبوع المقبل ليناقش أيضاً اتفاقات محتملة لاستيراد غاز النفط المسال الايراني واستثمارات نفطية في إيران. وقال ممثل إندونيسيا في مجلس محافظي «أوبك»، وضيوان براويراتماجا، للصحافيين: «سعر الخام الايراني أرخص كثيراً لكنه مناسب فقط لمصفاة سيلاكاب.»