تعتبر الشركات العائلية الخليجية من أهم ركائز الاقتصاد في المنطقة، باعتبارها تهيمن على أكثر من 75 في المئة من الأعمال فيها. وبهدف استمرارها عقد «مجلس الشركات العائلية الخليجية» و «شبكة الشركات العائلية الدولية» في دبي أمس اجتماعاً، لتبادل الخبرات ونقل المعارف بين الشركات الأعضاء حول القضايا والمسائل المحورية، المتعلقة بضمان ديمومة أعمالها. وتتمتع الشركات العائلية بمزايا كثيرة تميزها عن شركات القطاع العام. لكن عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الأعمال التجارية عبر الأجيال، تواجه هذه الشركات عدداً من التحديات الخطيرة، لكن «مع نهج مهني مركز يمكن تخطي كل هذه العقبات»، وفقاً لمصادر شاركت في الاجتماع. وأفادت التقديرات بأن الشركات العائلية تساهم في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تتراوح بين 70 و90 في المئة، وهذا ينطبق على شركات دول منطقة الشرق الأوسط. واستناداً إلى الكتاب السنوي «آي فميلي بيزينس بييربوك»، تساهم الشركات العائلية بنسبة 80 في المئة من الناتج المحلي في المنطقة، وتشكل نحو 75 في المئة من النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص، إضافة إلى أنها تؤمّن 200 ألف فرصة عمل. وخلال الاجتماع، التقى رئيس مجلس إدارة «شبكة الشركات العائلية الدولية» كارل إيريفان هاوب، مع رئيس مجلس إدارة «مجلس الشركات العائلية الخليجية» عبدالعزيز عبدالله الغرير، ومجموعة من قيادات الصف الأول للشركات العائلية الأعضاء في المجلس، ونوقش أحد أهم المواضيع المطروحة حالياً، ويتمثل باستمرار الأعمال والتحضير لنقل القيادة إلى الجيل المقبل من أفراد العائلة. وشارك في اللقاء أعضاء في المجلس من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وقطر، ومجموعة من الشركات العائلية الألمانية الأعضاء في «شبكة الشركات العائلية الدولية». وحضر الاجتماع إلى جانب قيادات الصف الأول، مجموعة من قيادات الجيل الثاني للشركات العائلية الخليجية المهتمين بالنقاش المطروح عن استدامة الأعمال، ومعرفة مزيد عن تجارب الشركات العائلية الأوروبية في هذا المجال. وأكَّد الاجتماع جهود الشركات الأعضاء في تعزيز التواصل في ما بينها، وحرصها على تبادل الخبرات المشتركة وتسليط الضوء على مواضيع استمرار الشركات العائلية للأجيال المقبلة، ومن أبرزها أفضل ممارسات الحوكمة العائلية المتعلقة بنقل الإدارة للجيل التالي، وطرق استدامة روح الريادة والابتكار وتعزيزها في الشركات العائلية. وقال الغرير «نحن فخورون باستضافة كارل إيريفان هاوب في دبي ومشاركته خبراته وتجاربه القيّمة مع أعضاء المجلس، حول مجموعة التحديات والفرص القائمة أمام الشركات العائلية في المنطقة». واعتبر أن الاجتماع «كان مهماً جداً في مناقشة إحدى أهم القضايا الحساسة على أجندة المجلس، ألا وهي نقل القيادة إلى الجيل التالي ضمن الشركات العائلية الخليجية». ولفت إلى أن إيريفان هاوب «يملك تاريخاً طويلاً ورؤية متميّزة في إدارة أعمال الشركات العائلية، انطلاقاً من كونه أحد رجال الأعمال البارزين من قيادات الجيل الخامس للشركات العائلية حول العالم». وأوضح هاوب أن الشركات الأعضاء في «مجلس الشركات العائلية الخليجية» التابع ل «شبكة الشركات العائلية الدولية»، تشهد «تطوراً لافتاً على كل المستويات». وأكد اهتمامه «بجدّية الشركات الأعضاء وجهودها لتطوير استراتيجيات، تضمن استدامة الأعمال على المستوى الطويل عبر تبنّي أفضل المعايير والإجراءات في الحوكمة المؤسسية، ونقل القيادة للجيل التالي». وشدد على «أهمية تبني الابتكار ضمن أعمال المؤسسات العائلية، وضرورة ترسيخه كثقافة مؤسسية ضمن الاستراتيجيات والأعمال، وجدوى هذا التوجه في مساعدة الشركات العائلية على الاستمرار في المستقبل، ضمن سوق الأعمال الدائمة التطور والتنمية».