تبادل الحزب «الديموقراطي»، بزعامة مسعود بارزاني، وحركة «التغيير» الاتهامات بالاستعانة ب «مخطط خارجي» لخلق الأزمات و»الفوضى» في إقليم كردستان، فيما نفى حزب «العمال الكردستاني» إرسال مسلحين إلى مناطق في الإقليم لإشعال انتفاضة شعبية ضد الحكومة الكردية. وأفادت وسائل إعلام تابعة لحزب بارزاني بأن «الكردستاني»، بدعم من الحركة يسعى إلى «استغلال» الأزمة عبر إطلاق انتفاضة شعبية لإنشاء «إدارة ذاتية» في مناطق شمال السليمانية، قرب الحدود مع إيران، بعد انتزاعها من سيطرة «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني. وأعلنت «التغيير» في بيان لمناسبة ذكرى الانتفاضة الكردية على النظام العراقي السابق عام 1991 أن «الإقليم والعراق عموماً يواجه وضعاً حساساً ومقلقاً، وإذا لم نتعامل بروح المسؤولية ستذهب تضحيات السنين هباء»، مشيراً إلى أن «الحزب الديموقراطي يعمل على تعميق الأزمات وفق مخطط خارجي، خصوصا أنه عطل البرلمان والعملية السياسية ما وضع الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي على المحك»، مشيرة إلى إن «استمرار سلطات الإقليم في التغاضي عن مطالب الجماهير في الإصلاح وحل الأزمات، يضعنا أمام خيار وحيد وهو حل هذه الحكومة الفاشلة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، تكون متوازنة، والتهيئة لانتخابات مبكرة خلال ستة أشهر». ودعت «الأطراف السياسية إلى اتباع إستراتيجية قومية والعمل من أجل تقرير المصير، وعلى مستوى الإقليم يتطلب تقوية العلاقات مع الأجزاء الأخرى من كردستان (في سورية وإيران وتركيا) على أساس المصالح القومية العليا، مع أخذ الخصوصيات في كل جزء في الاعتبار». وقال مسؤول العلاقات في «الديموقراطي» هيمن هورامي، عقب اجتماع مع ممثلي البعثات الديبلوماسية في الإقليم أول من أمس: «قدمنا لهم معلومات مفادها بأن طرفاً سياسياً بمساعدة أطراف محلية وخارجية يخطط لخلق القلاقل في الإقليم»، في إشارة إلى حركة «التغيير» و»الكردستاني»، وأضاف «قدمنا أدلة على وجود تحرك لإحداث فوضى في مناطق رانيا وقلعة دزه (شمال السليمانية)»، داعياً التغيير إلى «العودة إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمات». وكشف القيادي في «الديموقراطي» فاروق عبد الكريم لوكالة «باس» المقربة من الحزب «معلومات مؤكدة عن علاقات حركة التغيير مع الكردستاني بالتنسيق مع إيران ودول أخرى، من بينها سورية والعراق، لخلق فوضى والسيطرة على حكومة الإقليم». وكانت مصادر مطلعة كشفت أن حزب طالباني أرسل قوات أمنية إلى تلك المناطق ووضعها في حالة استنفار تحسباً لاحتجاجات مدعومة من «الكردستاني» مع حلول موعد انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة الشهر الجاري. في المقابل أعلن سعدي بيره، القيادي في حزب طالباني أمس أن حزبه «حقق في الاتهامات المتعلقة بالمخطط المزعوم، وتبين عدم صحتها»، وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية في «الكردستاني» زاغروس هيوا أن «اتهامنا بإرسال مقاتلين للإقليم بهدف إطلاق انتفاضة عارٍ عن الصحة، والهدف سياسي في محاولة لتضليل الرأي العام وزرع الفرقة بين الأطراف».