استقبل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي اليوم، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف ووزراء الداخلية العرب قبل افتتاح أعمال الاجتماع ال 33 لوزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسي. عقب ذلك دشن الرئيس التونس وولي العهد السعودي قاعة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز في مقر أمانة المجلس؛ تخليدا لذكرى فقيد الأمة العربية ومسيرته العطرة في خدمة الأمن العربي. وألقى الأمير محمد بن نايف كلمة خلال الاجتماع أكد فيها أن الوطن العربي أرضا وشعبا يواجه تحديات كبيرة وخطيرة تستهدف كيانه وأمن مواطنيه واستقرار دوله. ونقل الأمير محمد في بداية الكلمة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى وزراء الداخلية العرب، ومباركته لكل جهد يقومون به في سبيل تحقيق الأمن العربي المشترك وتعزيز مواجهة الدول والشعوب لكل ما يستهدف الأمن والاستقرار العربي. ورفع ولي العهد ووزراء الداخلية العرب جزيل الشكر وعظيم التقدير والامتنان لتونس قيادة وحكومة وشعبا على كريم الاستضافة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، معربا عن شكره لوزير الداخلية التونسي الهادي مجدوب، على ما بذل من جهد في الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع وتوفير أسباب نجاحه. وقال الأمير محمد بن نايف إن «الوطن العربي أرضا وشعبا يواجه تحديات كبيرة وخطيرة تستهدف كيانه وأمن مواطنيه واستقرار دوله، تحديات داخلية تتمثل في خارجين عن النظام وغائبين فكرا وعقلا وضالين عن سلامة وسماحة العقيدة ينتهكون حقوقهم وحقوق الوطن والمواطن يعيشون مع الشيطان وللشيطان يعملون ولا بد من التصدي الحازم لهم». وأضاف أن «التحديات الخارجية تقودها أطماع أشرار في مقدرات الوطن العربي تحديات تهدف إلى زعزعة دول العالم العربي وتهديد كياناتها وتفتيت وحدتها والسيطرة على ثرواتها وتشتيت مواطنيها في متاهات الضياع والفقر والجوع والمرض تحديات بعضها يستثمر الاختلافات المذهبية لإثارة الفرقة والتناحر لتحقيق أهدافه وبعضها بدوافع سياسية واقتصادية». وأشار ولي العهد إلى أنه «في حال لم يتم مواجهة مثل هذه التحديات بحزم وحسم فإن الجميع سيواجه نتائج مؤلمة»، مؤكدا أن «مسؤوليتنا أمام القادة والشعوب كبيرة جدا». وقال الأمير محمد بن نايف إن «الأمن هو الركيزة الأساسية للأمان والاستقرار ومن دون الأمن تختل الموازين وتنتهك الحقوق وتضيع الأوطان وبهذا المفهوم فإن مسؤولياتنا عظيمة، وإننا مطالبون بكل ما أوتينا من قوة بذل كل الجهود والإمكانات لتحقيق أمن مواطنينا وضمان وحدة واستقرار أوطاننا». وأكد أن «مواجهة الجريمة في طورها الفكري وتأثيرها السلوكي هي مسؤولية مشتركة يساند فيه الوعي المجتمعي الجهد الأمني وهو ما يتطلب بالضرورة أن تعمل الفعاليات الدينية والإعلامية والتعليمية والاجتماعية كافة على النهوض بمسؤوليتها تجاه رفع الوعي العام بمتطلبات الأمن والاستقرار الاجتماعي وتأكيد أهمية احترام النظام والتعاون مع الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة وكشف المجرمين والمتعاونين معهم وعدم التستر عليهم أو تقديم العون لهم بأي حال من الأحوال لأن ذلك إخلال بالأمانة وتجاوز في حق الوطن وتهاون بواجبات المواطن ومسؤولياته تجاه وطنه وأمنه واستقراره». وأعرب ولي العهد السعودي عن أمله في أن يسهم هذا الاجتماع في تحقيق ما يصبو إليه قادة الدول وما يحقق تطلعات الشعوب ويحافظ على الأمن والاستقرار.