فيما بدأت القوات العراقية عملية واسعة النطاق لتحرير غرب الأنبار، شن «داعش» هجمات دامية على وحدات الجيش قرب سد حديثة، أسفرت عن قتل عشرات الجنود وضباط كبار، أثار هجومه على خيمة عزاء في المقدادية (عاصمة ديالى) أسفر عن قتل وإصابة العشرات، بينهم قادة في «الحشد الشعبي»، مخاوف من عمليات انتقامية وتجدد الحرب المذهبية في المحافظة. (للمزيد) وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة أمس، أن «قوات الأمن والحشد الشعبي، بإسناد من سلاح المدفعية وطيران الجيش اقتحمت الساتر الدفاعي الذي كان يفصل سامراء عن منطقة الجزيرة التي يسيطر عليها داعش». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إن «العمليات التي انطلقت ستقضي على خلايا التنظيم الإرهابي في غرب سامراء وتكريت»، وأضاف أن «القوات الاتحادية والحشد بدأت فجر أمس عمليات التطهير الأخيرة». وأفاد شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ العشائر، «الحياة» بأن هجوم «داعش» على سد حديثة هو الأول منذ شهور، وكان لدى قوات الأمن معلومات قبل يومين، تؤكد وجود مخطط لشن الهجوم». وأضاف أن «قضاء حديثة يمثل عقدة أمنية لدى التنظيم الذي يسعى منذ عامين للسيطرة عليه وبسط سلطته على مناطق غرب الأنبار، ولكن محاولاته باءت بالفشل، على رغم تعرضها للحصار من كل الجهات». وأشار إلى أن الهجوم الجديد اضطر الجيش الذي كان يستعد لشن عملية لتحرير قضاء هيت المجاور، إلى إعادة حساباته، وأصبحت أولويته فك الحصار المفروض على حديثة». إلى ذلك، انتقد أحمد الفهداوي، أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر في الرمادي «تراخي قوات الأمن في استكمال تحرير بلدات البوبالي والبوعبيد وجزيرة الخالدية». وقال في اتصال مع « الحياة» إن «الانتصار الذي حققه الجيش في تحرير مركز الرمادي لن يكتمل من دون تحرير هذه البلدات»، ولفت إلى أن «بقاء داعش فيها سيجعل مركز المدينة تحت مرمى نيران التنظيم الذي يسعى إلى استعادة ما خسره». وأضاف أن «قيادة الجيش استبدلت قبل أسبوعين قوات الأمن المقاتلة بأخرى أقل خبرة في قاطع شرق الرمادي، ما أدى إلى التراخي في استكمال عمليات التحرير». على الصعيد الأمني أيضاً، حمّل محافظ ديالى مثنى التميمي نواباً في كتلة «ديالى هويتنا» التي يتزعمها رئيس البرلمان سليم الجبوري وزر تفجيرات، واتهمهم بالتدخل في الخطط الأمنية في المحافظة. وأوضح في بيان أن «الكتلة تدخلت بشكل مباشر في نقل فوج قتالي للطوارئ كان يتولى حماية المدينة قبل أيام فقط، ما أوجد ثغرات أتاحت للانتحاري الوصول إلى هدفه وقتل الأبرياء». وأضاف أن «تدخل السياسيين في العمل الأمني خلق فواجع لا تعد ولا تحصى»، ودعا إلى «فتح تحقيق عاجل في الهجوم على مجلس عزاء».