استشهد فلسطيني وأصيب عشرة آخرون بالرصاص اثر مواجهات عنيفة وقعت فجر أمس حين تدخلت القوات الإسرائيلية لإخراج جندييْن دخلا خطأ مخيم قلنديا في الضفة الغربيةالمحتلة، في حين اعتقل الجيش «قناصيْن» فلسطينيين شقيقين في الخليل في الضفة الغربية. وأصيب الشاب إياد عمر سجدية (22 سنة)، وهو طالب في السنة الأخيرة في كلية الإعلام في جامعة القدس، بعيار ناري قاتل في الرأس، فيما أصيب عشرة آخرون من الشبان بجروح متفاوتة. وأعلن الناطق باسم الجيش الجنرال موتي الموز لإذاعة الجيش أن الجنديين اللذين كانا في سيارة جيب، وجدا نفسيهما خطأ في مخيم قلنديا إثر استخدامهما تطبيق «ويز» الإسرائيلي الذي يقدم إرشادات عن وجهة السير، مضيفاً أنهما تعرضا إلى هجمات بالحجارة وزجاجات حارقة، ف «اضطرا إلى ترك السيارة التي اشتعلت فيها النيران. وأحدهما اختبأ في باحة منزل وأطلق النار للدفاع عن نفسه والإبلاغ عن موقعه، فيما فر الجندي الثاني إلى كوخاف ياكوف» المستوطنة القريبة. وأرسلت تعزيزات كبرى من الجنود و»حرس الحدود» لإنقاذ الجندي الذي بقي محاصراً في مقبرة المخيم مدة ثلاث ساعات، ما أدى إلى إصابة 5 جنود في المواجهات مع سكان المخيم. وبدت شوارع المخيم الضيقة مليئة بالحجارة. وبعيداً عن الشارع الرئيس، كانت سيارات فلسطينية قلبت رأساً على عقب بعد دخول جرافة إسرائيلية إلى المخيم خلال العملية العسكرية. وأغلقت المحلات التجارية أبوابها حداداً على الشاب الذي شارك آلاف في تشييع جثمانه ظهر أمس. وقالت والدة الشهيد صباح سجدية أن ابنها الذي كان يدرس الإعلام في الجامعة «كان محبوباً من أصدقائه والآخرين، ولم يكن يحب المشاكل، لكنه لم يحب الذل والإهانة أيضاً». وأكد علي، من سكان المخيم، أن الجيش الإسرائيلي الذي كان يبحث عن الجنديين «ألقى قنابل ضوئية من أسطح المنازل، وبعدها جاءت جرافة كبيرة ودمرت كل شيء، كل هذا الدمار من الجرافة». اعتقال «قناصين» من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال شقيقين فلسطينيين قال إنهما «قناصين» جرحا بالرصاص مدنييْن وجندييْن إسرائيليين في الخليل. وكان إطلاق نار عن بعد على مدنيين وجنود قرب الحرم الإبراهيمي المخصص للمسلمين واليهود، أثار خوفاً كبيراً في الجانب الإسرائيلي نهاية عام 2015 ومطلع عام 2016. وقال الجيش إن نصر بدوي، وهو ناشط في حركة «حماس»، وشقيقه أكرم اتهما بإطلاق النار من بندقية للقنص من صنع محلي من منزلهما، على مدنيين قرب من الحرم الإبراهيمي في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما أدى إلى إصابة مدنييْن بجروح، في حال الخطر. وفي 3 كانون الثاني (يناير) عام 2016، أطلق أكرم النار على مجموعة جنود قرب الحرم وأصاب جندية بجروح خطيرة. وفي اليوم نفسه، أطلق الشقيقان النار على حاجز للجيش جنوب الخليل، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح طفيفة. وجاءت هذه التحركات خلال موجة هجمات ضد الإسرائيليين شن القسم الأكبر منها بالسلاح الأبيض، في حين لعبت الأسلحة النارية دوراً ثانوياً.