قُتل فلسطينيان على الأقل صباح أمس برصاص جنود إسرائيليين كانوا يقومون بهدم منزل فلسطيني في قلنديا الواقعة بين رام الله في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وتعرض جنود إسرائيليون لإطلاق نار لدى وصولهم إلى منطقة قلنديا بهدف هدم منزل الفلسطيني محمد أبو شاهين المتهم بقتل الإسرائيلي داني غونين في 19 يونيو بالقرب من مستوطنة دوليف في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال الجيش إن مصدر النيران كان مخيم قلنديا الفلسطيني. وأضاف أن مئات الفلسطينيين رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة. وذكرت مصادر فلسطينية أن القتيلين هما أحمد أبو العيش « 28 عاما» وليث أشرف شوعاني مناصرة «21 عاما»، مشيرة إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين آخرين بجروح. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر من جهته إن الحصيلة هي ثلاثة قتلى من الفلسطينيين. وبدا المنزل مدمرا جزئيا نتيجة استخدام الجيش للمتفجرات. وبعد موجة الهجمات ضد الإسرائيليين التي تشهد تصعيداً منذ الأول من أكتوبر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتسريع عملية تدمير منازل منفذي الهجمات. وتندد منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان بهذا الإجراء الذي تصفه ب «العقاب الجماعي» الذي يطال عائلة شخص غالبا ما يكون قتل أو أوقف. وقال شاهد قدم نفسه باسم أبو عمر يسكن بمحاذاة منزل أحمد أبو العيش، إنه شاهد قوات كثيفة من الجيش الإسرائيلي وهي تتوزع في الشوارع القريبة من مكان تدمير المنزل. وقال رئيس اللجنة الشعبية لمخيم قلنديا جمال لافي إن «قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بأكثر من مائتي جندي» وصلت إلى المكان مع جرافات ل «هدم منزل الأسير محمد شاهين»، وإن سكان مخيم قلنديا «تصدوا للقوة العسكرية الإسرائيلية بالحجارة. وأضاف أن «الجيش أطلق نيران أسلحته باتجاه المواطنين». وأوضح «خلال تنفيذ عملية الهدم وقعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال أسفرت عن استشهاد الشابين». وشيع آلاف الفلسطينيين رافعين الأعلام الفلسطينية وهتف المشيعون «بالروح بالدم نفديك يا شهيد». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في كلمة خلال التشييع «من اليوم وصاعداً يسقط شعار الطرف الآخر وليتوقف التنسيق الأمني. يجب ألا يكون أمن ولا استقرار للإسرائيليين. ويجب أن تدفع إسرائيل الثمن». وبعد انتهاء الجنازتين، توجه شبان فلسطينيون إلى حاجز قلنديا العسكري وحصلت مواجهات بينهم وبين الجنود الإسرائيليين. وكشف جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شاباك» في 15 تموز الماضي أنه اعتقل محمد أبو شاهين «30عاما» من مخيم قلنديا. وهو من الناشطين في حركة فتح. ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم عدة طالت منازل فلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين يوم أمس في رام الله ونابلس في الضفة الغربية. ودان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «الجريمة الجديدة» التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقتل مواطنين بدم بارد أثناء اقتحام المخيم وهدم أحد المنازل». وقال أبو ردينة في بيان «إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تصر على المضي بالسياسة ذاتها من عمليات القتل والإعدامات الميدانية، وإنزال أشد العقوبات الجماعية بحق أبناء شعبنا وممتلكاته، بما يتناقض مع الشرعية والقوانين الدولية الإنسانية». ودعا المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى توفير الحماية الدولية لتخليص شعبنا من بطش حكومة الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاتها، مطالبا «بتحقيق العدالة على الساحة الفلسطينية بإقامة الدولة المستقلة التي أصبحت حاجة ضرورية للسلم والأمن الدوليين». وترى منظمة «حقوق الفرد» «هموكيد» الإسرائيلية غير الحكومية أن هدم إسرائيل منازل عائلات الفلسطينين «غير مناسبة»، لأن الرغبة في ردع المهاجمين المحتملين لا تبرر الأضرار الناجمة عن هدم منازل عائلات بأكملها».