نبهت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بعد زيارتها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى «التآكل المستمر في أداء مؤسسات الدولة»، مشددة على «أن الطريقة الوحيدة لمقاربتها من خلال التوصل إلى نهج توافقي وحل مسألة رئاسة الجمهورية». وأوضحت أن البحث تركز مع الحريري «حول الوسائل الممكنة لتخفيف تأثير الأزمة السورية على لبنان، وهذا يكون من خلال الدعم الدولي المتواصل لمعالجة الآثار المترتبة عن أزمة اللاجئين وتداعياتها الاقتصادية. وناقشنا التزام مجموعة الدعم الدولية والاهتمام الكبير لمجلس الأمن بالدور الهام الذي تلعبه القوى الأمنية اللبنانية وأهمية تقديم المساعدات المستمرة لها من أجل حماية لبنان وحماية سيادته وسلامته». وشددت كاغ على «أن لبنان دولة فريدة من نوعها وتتمتع بمجتمع تعددي، ونحن بحاجة إلى العمل بجهد أكبر من أي وقت مضى لكي تقوم الدولة بتقديم الخدمات إلى المواطنين للحفاظ على سلامتهم وجعل لبنان يزدهر مجدداً». وقالت: «إن مسألة الرئاسة على رأس المواضيع التي بحثناها وسأطلع مجلس الأمن على الجهود المبذولة، وأتوقع أن يعبّر مجلس الأمن عن وجهة نظره في شأن الأوضاع الحالية ونظرته للحل». والتقى الحريري سفيرة إسبانيا لدى لبنان ميلاغروس أشيفاريا وعرض معها التطورات في لبنان والمنطقة. وزارت كاغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان. وقالت كاغ انه تم «بحث تقريري الى مجلس الامن ليس حول القرار 1701 بل ايضاً حول المسائل المتعلقة بالاستقرار في لبنان في ظل استمرار التوترات في المنطقة، ودعم كل الجهود المتعلقة بالحوار بين اللبنانيين للوصول الى التهدئة وتخفيف حدة التوترات. كما تم التركيز على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وكيف يمكن ان يساعد الحوار في هذا المجال»، منوهة «بخبرة بري وقيادته للحوار من أجل المحافظة على سيادة واستقلال لبنان، وقدرته على مواجهة الأزمات، هو أمر مهم للغاية في هذه المرحلة». بري وسفراء وكان بري تلقى اتصالاً من السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري. والتقى السفير المصري لدى لبنان محمد بدر الدين زايد الذي أوضح بعد اللقاء «أننا استعرضنا التطورات العربية الأخيرة والظروف الإقليمية الراهنة والأوضاع في لبنان»، مشيراً إلى أن اللقاء الذي جرى بين بري والرئيس سعد الحريري «يعكس وعياً وتماشياً مع الموقف المصري الرافض لأي استقطاب ديني». وجدد التأكيد أن مصر تؤمن ب «أن العروبة هي المحور الذي يجب أن ننطلق منه جميعاً في حركتنا السياسية». كما التقى بري السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي الذي لفت إلى أن «محور الحديث كان عن التهدئة والبحث عن كل الصيغ التي تنزع اي فتيل للفتنة». وقال إن بري كان «مطمئناً إلى تلاقي الجهود للوصول الى مخارج تحصّن لبنان والإفادة من الاستثمارات التي بدت في الاتفاق الروسي - الأميركي ولما سمعه من البرلمان الأوروبي للتوحد في مواجهة الإرهاب».