رَعْشةُ الأَسئِلة سألتُ .. سُئِلت كثيراً .. وحينَ تناءتْ سيرةُ الجيمِ والمِقْصلةْ قررتُ أن أشرعَ قلبي على صهوةَ الانعتاق لتمسّه رعشةُ الأسئلةْ .. سئلتُ «ما العشقُ» وعيناكِ ما بَرِحتْ تحجّان صوبَ نبوءاتِ الزمنْ؟ ما العشقُ إلا نقطةٌ في المدى حين العيون تلقاها تخضّل أسرارُ المسافاتِ ما بين الحكايا يعذبُ الكشفُ تُوقدُ جمرَهُ ذاكرة الحنايا يموسِق الكونُ غربة المعنى يغدو لا وشاحَ سوى بصمةَ الروحِ أو ترتيلةَ الصدى ! وما «الشعرُ» أيتّها المسافرةُ ولا مَددْ..؟ هو الينابيعَ تتسلسلُ في نبوّة سدرتي فتسري بنا التراتيلُ مَرجاً ناعساً صوبَ موجِ الأقاصي نغيبُ طويلا.. ليخبرنا الحرفُ أنا.. ماتسللَّنا بعدُ إلى شرفات الأبدْ ! وكيف «الحرفُ» يكونُ لدى الشاعِرةْ؟ عاصفاً كالرعدِ يجري إلى «لا مستقرْ» كناي الجرحِ يُشعلني ويطفئني فنبكي معاً .. أو قلْ «نصلِ».. على بابِ القمرْ ومتى تجدين «نِصْفَك الآخرْ»؟ حين نخيلُ بلادي يضيءُ كشالِ الندى والأزاهرْ فتشدو حواءُ آدمَها كَقُبرةٍ لا تخشى ليلَ العتمِ أو هَسْهسةَ الكبائرْ و «ما الحلُم» في عصرِ العولمةْ؟ هو التكنولوجيا تحبلُ بالدمارِ ولامَسأمهْ ! وما «التاريخُ» في الألفيةِ الثالثةْ ؟ قل التاريخ من كفنِ الحضارةِ يبتدي ومن بَعدُ .. اجترارٌ لا يعرفُ الانتهاء! وكيف تواجهينَ أسئلةَ المماتْ ..؟ وهل ولجنا إلى الحياةِ لنعبرَ سيرةً أخرى..؟! أما من طريقٍ أو وجهةٍ نحو الصواب؟ ضللنا الطريقَ طويلاً .. طويلاً فهل من جوابْ لدى من عبرَ الدروبَ اهتداءً لم يخاتلْهُ جحيمُ الضلالِ صهيلُ العذابْ! وإلى متى في العذاباتِ تتأوهين..؟ حتى أقبلّ وجَه الفجر يوماً غير ملطخٍ بدم الكائناتْ غير مزخرفٍ بأنين لحومِها المشتهاةْ. أما آن «للفكرة» أن تعتنقَ الفضاءْ؟ تمهل قليلاً.. فمواسمُ الريحِ تنتظر الوقودْ و «خفافيشُ الظلامِ» لم تعلنْ بعدُ تأبين عتمتِها ولا في الهوامش غادرتْ آثام سوأتها فهنيئا لها: إقامتها الدائمة في ظلمات الوجود! جدة – ابريل 2010.