غاليانو (لويزيانا) - رويترز - أعلنت شركة «بي بي» العملاقة للنفط أمس أنها تحقق مقداراً من التقدم في جهودها لاحتواء بقعة النفط المتسرب من بئر على عمق 1600 متر تحت مياه خليج المكسيك. لكن الأخطار عالية وسط مخاوف من كارثة بيئية واقتصادية على طول الساحل الأميركي المطل على خليج المكسيك. ونتيجة لتهافت المستثمرين على بيع أسهم «بي بي»، فقدت الشركة 30 بليون دولار من قيمتها. ويراقب المتعاملون أسهمها عن كثب هذا الأسبوع. ويتسرب النفط من البئر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بمعدل خمسة آلاف برميل يومياً، منذراً بكارثة تفوق حجماً كارثة «إكسون فالديز» عام 1989 ليصبح أسوأ تسرب نفطي وربما أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وبعد أسابيع قاسية، يبدو أن الأسبوع الحالي أيضاً سيكون صعباً على الشركة البريطانية العملاقة. وأكد مسؤول في وزارة العمل الأميركية لصحيفة «فاينانشيال تايمز» أن «بي بي» لديها مشكلة في نظام السلامة في مصافي التكرير. وقال المسؤول في إدارة السلامة التشغيلية والصحة غوردون باراب للصحيفة: «المديرون التنفيذيون ل «بي بي» يتحدثون بشكل جيد. يقولون انهم يريدون تحسين السلامة. لكن هذا لا ينعكس دوماً على مصافي التكرير ذاتها. لا تزال عندهم مشكلة في نظام السلامة». والعام الماضي فرضت الجهات الرقابية الأميركية غرامة قياسية بلغت 87.4 مليون دولار على «بي بي» لإخفاقها في إصلاح مخالفات لقواعد السلامة في مصفاتها بمدينة تكساس بعد انفجار أوقع قتلى عام 2005. وأفاد بيان نُشر على موقع تستخدمه «بي بي» ووكالات حكومية أميركية على الإنترنت بأن الشركة، بعد فشل محاولات سابقة لاحتواء التسرب، نجحت في إدخال أنبوب داخل البئر التي يتدفق منها النفط. وتابع البيان أن العملية توقفت لفترة محدودة عندما ابتعد الأنبوب عن مصدر التسرب، لكن الفنيين فحصوا النظام ونجحوا في إعادة وضعه في المكان الصحيح. وأضاف البيان: «على رغم أن الأنبوب لن يجمع كل النفط المتسرب، إلا أن هذه الوسيلة هي خطوة مهمة في خفض كمية النفط المتدفق إلى مياه الخليج». وتضمنت العملية استخدام أجهزة روبوت تحت الماء لتوجيه عملية زرع أنبوب صغير داخل أنبوب الرفع الذي يبلغ قطره 53 سنتيمتراً لنقل النفط إلى سفينة على سطح الماء. ورأى ساتيش ناغاراجايا، أستاذ الهندسة المدنية والميكانيكية في «جامعة رايس» بمدينة هيوست، أن زرع الأنبوب «خطوة جيدة إلى الأمام»، لكنه أوضح أن هذا الأسلوب لن يشفط على الأرجح سوى ما بين 15 و20 في المئة من النفط المتسرب.