بانكوك - رويترز - مع مواقفه المتشددة وعباراته النارية كان سقوط الضابط التايلاندي المتمرد خاتيا ساواسديبول ضحية نفس الاساليب العسكرية التي كان يدعو إليها انصاره المتمردين ليس سوى مسألة وقت. توفي المحارب الذي قاد حركة احتجاج اصحاب "القمصان الحمراء" المناهضة للحكومة في المستشفى اليوم الإثنين متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس يوم الخميس الماضي في حادث فجر احدث أعمال عنف في بانكوك. اصيب "قائد الحمر" اثناء ادلائه بتصريحات لصحفيين تايلانديين واجانب بالقرب من متاريس أشبه بتلك التي كانت تصنع في العصور الوسطى صممها من الاطارات واعواد الخيزران بمنطقة تسوق راقية يحتلها المتظاهرون منذ خمسة اسابيع. ووقع اطلاق النار يوم الخميس بعد بضع ساعات من بدء الجيش تطويق الموقع الذي يحتله المحتجون. ويتردد اسم خاتيا على الألسنة وهو مؤلف حقق أفضل مبيعات وسبق وأن هدد بإلقاء ثعابين سامة وقنابل على المتظاهرين المعادين من اصحاب " القمصان الصفراء". وكان خاتيا يفاخر بمعاركه مع المتمردين الشيوعيين وعلاقته الوثيقة برئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا والذي ينظر إليه على انه الزعيم الفعلي لاصحاب القمصان الحمراء. وكان الميجر الجنرال المارق محبوبا بنفس قدر ما كان يكنه له البعض من كراهية. وبينما كانت السلطات التايلاندية تصفه بأنه ارهابي خطير كان انصاره يجلونه كبطل عسكري حقق النصر في 20 معركة. وحملته الحكومة مسؤولية عشرات الهجمات بالقنابل التي اسفرت عن اصابة أكثر من مئة. ونظرا لموقف خاتيا الذي لا يتزعزع والاحترام الذي يكنه له المئات من اصحاب القمصان الحمراء كان مثار جدل دائما. وقال في مقابلة مع رويترز يوم الثلاثاء الماضي وهو يرتدي زيا مموها " لو كان الامر بيدي لواصلنا القتال حتى ديسمبر المقبل او حتى يزج برئيس الوزراء في السجن." وكان ينظر للضابط الذي سبق معاقبته لخروجه عن النظام على انه خطير ولا يمكن الوثوق به حتى من جانب قادة اصحاب القمصان الحمراء الآخرين. وقال يوم الثلاثاء "القادة الحاليون يتآمرون مع الحكومة." وتعتقد الحكومة انه ربما ساعد في تجنيد وتدريب مسحلين مجهولين يتشحون بالسواد متهمين بالتورط في مصادمات دموية وقعت في العاشر من ابريل نيسان بين القوات والمحتجين واسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة أكثر من 800 . ونفي خاتيا مسؤوليته وانتقد الجيش بسبب اساليبه الفاشلة وطلب من الجنود الابتعاد عن موقع الاحتجاج وإلا واجهوا القوة الكاملة لمئات من حرس أصحاب القمصان الحمراء المستعدين للموت في المعركة. وجعل منه تحديه ودعوته للقتال هدفا سهلا للسلطات التي سعت لاظهار تشدد المحتجين. ولكن تصريحاته المتشددة اقلقت أيضا قادة القمصان الحمراء الذي نأوا بانفسهم عنه حين دعا لتشكيل "جيش شعبي" لمحاربة الحكومة التي يدعمها الجيش. وقال "لا نحتاج أسلحة ثقيلة. اذا بقينا على هذا الحال لن يمكنهم ابعادنا. ستصبح ثورة شعبية حقيقية لاننا لن نحقق مرادنا بدون قتال."