شهدت الفترة الأخيرة كثرة في الأخبار المتعلّقة بتطوّر الذكاء الإصطناعي وإمكان استيلاء الروبوتات على وظائف البشر خلال سنوات قليلة مقبلة. ولكن، هل ستأخذ الروبوتات وظائفنا فعلاً؟. تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى هذا الموضوع، قائلة إننا ربما سنشهد يوماً تأخذ فيه الروبوتات وظائفنا في كل المجالات، خصوصاً بعدما أصبحت السيارات والمصانع مبرمجة لتعمل ذاتياً، وبات في إمكان الروبوت كتابة الأخبار وتحليل البيانات المالية لمصارف مهمة. ونقلت الصحيفة عن الاقتصادي روبرت سولو قوله إنه "من الممكن أن تستبدل الروبوتات الموظفين البشريين، إلا أنها لن تستطيع التغلب عليهم لجهة إحصاءات الإنتاجية". وأوضح أنه إذ استبدل البشر بمزيد من الروبوتات، ربما تستطيع أن تنجز أعمالاً أكثر، لكن ذلك ليس مقياساً لأن معدلات نمو الإنتاجية لم تبلغ سوى 1.3 في المئة في الأعوام العشرة الماضية، فيما بلغت 2.9 في المئة في الأعوام العشرة التي سبقتها. وتوضح أرقام معدلات الإنتاجية في الأعوام الماضية التي شهدت طفرة في صناعة التقنيات، أنه ليس على البشر اعتبار الروبوتات تهديداً لوظائفهم، إلا في شكل جزئي فقط، حتى وإن كانت الروبوتات لا تستطيع القيام بكل الوظائف التي يقوم بها البشريين اليوم، لأنه ليس من الصعب أن تقوم به مستقبلاً لا سيما وأن البرمجيات تتطور في شكل أُسّي. وأفاد أكاديميون من جامعة "أوكسفود" أن 47 من الوظائف جميعها مهددة بأن تكون مبرمجة في الأعوام 20 المقبلة تقريباً. وتابعوا أن البشريين سيأخذون الحدود الدنيا من الأجور، أدنى من من أي وقت مضى، فيما ستذهب الأموال إلى مالكي الروبوتات. ويرجع الاقتصاديان لوكاس كاراباربونس وبريت نيمان نصف أزمة التراجع في إنتاجية العمل إلى نهضة الآلات. وكشف موقع "غزمودو" المتخصص في التقتنيات أخيراً، أن باحثين من جامعة "ماساتشوستس" الأميركية طوروا روبوتاً يمكنه كتابة الخطابات السياسية. واستخدم الباحثون في تطوير الروبوت نحو أربعة آلاف خطاب من مناقشات أعضاء الكونغرس الأميركي. واعتمد العلماء في برمجته على نموذج يعرف باسم "أن-غرام". ونقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن باحثين في "معهد جورجيا للتكنولوجيا" يعملون على تعليم الروبوتات القصص الخرافية، في محاولة لمنعهم من محاولة قتل البشر مستقبلاً. ويعتقد العلماء أنه في الإمكان تعليم الروبوتات الفرق بين الخطأ والصواب باستخدام نظام يُدعى "كويكسوت". وسبق أن حذّر عالم الفيزياء النظرية الشهير ستيفن هوكينغ من أن "الذكاء الإصطناعي" قد يعني نهاية البشرية، إذ يرى أن الروبوتات قد "تتفوّق" على البشرية وتطغى عليها، إذ إنها تطوّرت بوتيرة أسرع من التطوّر البيولوجي.