استهلّ مهرجان الضوء في مونتريال«Montreal en Lumiere» احتفالاته للعام ال17 على التوالي، في ظل تدنٍّ قياسي لدرجات الحرارة. وعلى رغم شدة البرد والصقيع، يبقى واحداً من أهم المهرجانات الشتوية في العالم وأضخمها. ويزور المهرجان المستمر حتى الخامس من الشهر المقبل، نحو مليون و300 ألف زائر من داخل كندا وخارجها. ويتميّز بمروحة واسعة من برامج الرقص والموسيقى والغناء والمسرح والسينما والطهو والمواكب الكرنفالية، فضلاً عن النشاطات الترفيهية التي يعرض بعضها في صالات مقفلة وبعضها الآخر في الهواء الطلق، وينقل على شاشات عملاقة ومكبرات صوت. ويرعى المهرجان هذه السنة، دوني دي كودير، رئيس بلدية مونتريال، وتدعمه مؤسسات كندية ثقافية وفنية وسياحية ومالية. ويديره مجلس مكوّن من 15 عضواً برئاسة جاك أندريه دوبون، ويحضره للمرة الأولى رئيسا شرف هما رئيس اتحاد الطباخين العالميين أنتوني دانغ، ورئيس جمعية الفنون التكنولوجية رومان زافندا. يؤكد منظمو المهرجان أنه مفتوح أمام جميع سكان مونتريال، ويدعوهم الى الخروج من منازلهم، ويوفر نقلهم مجاناً في باصات النقل العام وحافلات المترو، لحضور عروض مبهرة وتمضية سهرات شتوية ممتعة تقام غالبيتها على رصيف المرفأ القديم للمدينة، حيث تتلألأ أنوار ساطعة وتتقاطع مع أشعة الليزر الزرقاء، فيستحيل ليلها نوراً وضياء وصقيعها وهجاً ودفئاً. وفيه أيضاً، تتكثف معظم النشاطات المجانية في الهواء الطلق وممارسة رياضة التزلج على الجليد ومشاهدة الحفلات الغنائية والموسيقية والعروض الراقصة، ومواصلة السهر حتى ساعات الفجر الأولى على أنغام ما تقدّمه فرق محلية وعالمية، من ألوان التانغو الهادئة والتكنو السريعة وموسيقى الجاز والبوب والفلامنكو والروك. أما النشاطات الداخلية، فتقام في قاعات مقفلة خصصت للعائلات والأطفال، وضجّت بمعارض الرسم والنحت والتصوير وألعاب التسلية الإلكترونية والعروض المسرحية الكوميدية وأفلام الصور المتحركة داخل الخيم الدافئة. وفي غمرة هذه الاحتفالات الصاخبة، اعتلت منصة المهرجان الفنانة الفرنسية إيزابيل جوفري، الملقبة ب «زاز»، لتلهب مشاعر الحشود بإطلالتها الكاريزمية الآسرة ووصلاتها الغنائية على وقع الجاز الغجري ومنوعات من الموسيقى الأمرو- أفريقية (آر أند بي). وأعقبتها زميلتها الفرنسية بيتي بونيفاسي، التي غنت لصمود الأفارقة وكرامتهم ونضالهم في سبيل الحرية والاستقلال. وفي أحد الأجنحة المخصصة ل «أطايب المائدة»، تبارى عشرات من أمهر الطباخين الذين وفدوا خصيصاً من كل القارات، لتقديم أفضل قائمة مأكولات بمذاقات شهية وغير تقليدية ومواصفات غذائية صحية عالية. وشهدت المبارزة ورش عمل إضافية لتوسيع ثقافة الجمهور وتذوّقه أطايب الموائد العالمية. أما مسيرة الأنفاق، فهي تظاهرة اجتماعية ورياضية بامتياز تؤذن عادة بنهاية المهرجان، وتهدف الى التعرف الى وجه مونتريال الخفي تحت الأرض، والذي يجهله عديد من المقيمين فيها. وتشارك فيها مختلف الفئات العمرية التي لا تقوى على تحمّل الصقيع أو السير على الثلج والجليد. ويمتد السباق في ممراتها المتعرجة نحو خمسة كيلومترات، يتم عبورها عبر شبكة من الأنفاق تتضمن نشاطات تفاعلية وتعليمية وتوجيهية وكل الأدلة والمعلومات والخرائط وأجهزة الاتصال التي تضمن للجميع خروجاً ممتعاً وعودة آمنة. وكالعادة، يُختتم المهرجان بإطلاق الأسهم النارية التي يلمع وميضها وتتردد أصداؤه في أنحاء مونتريال. ويحظى المهرجان بتنويه الصحافة الكندية التي تجمع على اعتباره «محطة وطنية مهمة في صناعة السياحة الشتوية»، و«أيقونة المهرجانات الشتوية في العالم».