اختصر زعيم جماعة «حزب الله» الإرهابي حسن نصرالله شروط الدخول إلى الجنة بعملية لا تتجاوز تفجير شاحنة في «قلاع العدو»، كما يصفها! ويقول في تسجيل له: «إذا أردت الدخول مطمئن القلب ومبتسماً سعيداً إلى الجنة فكل ما عليك هو تفجير نفسك في شاحنة». ويضيف «الموت في عقيدتنا ليس فناء، وإنما بداية حياة حقيقية». هذه العبارات التي رددها نصر الله كثيراً في أوقات سابقة - ولا يزال - لتحريض أتباعه لا تختلف كثيراً عن عبارات رددها زعماء تنظيمات إرهابية عدة، كتنظيم «القاعدة» و«داعش»، ويحرص نصرالله، وخصوصاً في دول مجلس التعاون التي تشهد وجوداً شيعياً، على استقطاب وتجنيد الشيعة الخليجيين عناصر تعمل لمصلحة حزبه، لتنفيذ خطة إيرانية تهدف إلى زعزعة الأمن في دول الخليج، من خلال دعم العمليات الإرهابية بالمال والعتاد والتدريب. تاريخ «حزب الله»، الذي يُعد الذراع الإيرانية في الخليج، يمتد إلى الثمانينات، وفي الكويت تحديداً، إذ بدء الحزب نشاطه بتفجيرات استهدفت مواقع عامة، وأخرى دبلوماسية عام 1983، تلاها محاولة لاغتيال أمير الكويت آنذاك الشيخ جابر الصباح عام 1985، واختطاف طائرة كويتية مدنية وقتل اثنين من ركابها، وفي عام 1988 تمت تسمية «حزب الله» الكويت، الذي يرتبط ب«حزب الله» اللبناني بزعامة حسن نصرالله، وبدأ نشاط الحزب بفرعه الكويتي خارج حدود الكويت عام 1989، من خلال تفجيرين نُفذا بالقرب من الحرم المكي أثناء موسم الحج، وقام بتنفيذه 16 كويتياً من عناصر التنظيم، وتم إعدامهم في السعودية حينها، ولم يتوقف نشاط «حزب الله» في دول التعاون عند هذا الحد، ففي البحرين أعلنت الجهات الأمنية خلال الأعوام الماضية اكتشافها أربع خلايا إرهابية مزدوجة الارتباط ب«حزب الله» وإيران، إذ تم الكشف عن ثلاث مخابئ للمتفجرات، وحكمت البحرين على ستة من المتورطين مع تلك الخلايا بالإعدام، بعد تورطهم في قتل عناصر الأمن، في حين أُسقطت الجنسية عما يزيد على 250 شخصاً ثبت تورطهم في التخابر مع «حزب الله» وإيران بهدف زعزعة الأمن في البحرين. وغير بعيد كشفت السعودية عام 2013 عن خلية تجسس تضم 27 عنصراً، ثلاثة منهم من المقيمين من الجنسيات الإيرانية واللبنانية والتركية، ارتبطت بإيران وذراعها في المنطقة،. ولم تقف عند هذا الحد، ففي الكويت تم الكشف عن خلية تجسس عام 2010، وفي العام الماضي تم الكشف عن «خلية العبدلي» التي كشفت عن مخطط يهدف إلى زعزعة أمن الكويت، من خلال مخازن الأسلحة التي تم الكشف عنها ونوعيات الأسلحة التي تم تهريبها إلى الكويت، وتورط في هذه الخلية 26 متهماً، حكم على اثنين منهم بالإعدام، أحدهما كويتي، والآخر إيراني حكم عليه غيابياً. ولم يعد دعم إيران و«حزب الله» تلك الخلايا سراً، بل تجاوز ذلك من خلال الخطب التي يلقيها حسن نصرالله لمجنديه الذين يدعمهم بالمال والعتاد، وذلك بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني، الذي يأتمر نصرالله بأمرهم، ولعل الدعم الذي تلقاه أحد عناصر تنظيمه الإرهابي في الخليج، والبحرين تحديداً، بعد دعمه ب20 ألف دولار لدعم تلك الخلية وأعمالها، غيض من فيض دعمه للإرهاب في دول مجلس التعاون، في حين لا يزال نصرالله وحزبه ملاحقين في قضية اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ودخوله لاعباً رئيساً على خط الأزمة السورية، من خلال عناصره المنتشرة على الأرض، والسعي لإثبات وجوده في اليمن من خلال خلية تجسس تم الكشف عنها العام الماضي.