تراجع الدولار في تعاملات هادئة عموماً أمس مع تركيز المستثمرين على قمة وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين التي تستضيفها شانغهاي وتستمر يومين. وارتفع الجنيه الإسترليني قليلاً لكنه بقي متجهاً إلى أكبر خسارة أسبوعية في مقابل الدولار في نحو ست سنوات وسط قلق المستثمرين من أن يصوت البريطانيون لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يجرى يوم 23 حزيران (يونيو). ونزل مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة في مقابل سلة من ست عملات 0.1 في المئة إلى 97.368 نقطة لكنه بقي مرتفعاً نحو 0.8 في المئة على مدار الأسبوع. وفي ظل اضطرابات الأسواق تتعرض مجموعة العشرين إلى ضغوط للاتفاق على برنامج تحفيز منسق لمنع تفاقم التباطؤ العالمي. وهبط الدولار 0.1 في المئة إلى 112.90 ين بعدما ارتفع في وقت سابق إلى 113.22 ين وهو ما يزيد أكثر من ينين عن أدنى مستوى للأسبوع الحالي البالغ 111.04 ين. وزادت العملة الأميركية 0.3 في المئة على مدار الأسبوع أمام نظيرتها اليابانية. وقال مسؤول بارز في مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي إنه ينبغي للمجلس أن ينتهج استراتيجية عامة لتشديد تدريجي للسياسة النقدية من دون التكهن بعدد محدد لزيادات أسعار الفائدة لأن ذلك سيعتمد على التضخم والبيانات الاقتصادية الأخرى. وأبلغ رئيس فرع المجلس في سان فرانسيسكو جون وليامز صحافيين في نيويورك: «لا أرى أي شيء على صعيد الاقتصاد المحلي يقلقني، سواء في ما يتعلق ببيانات الناتج المحلي الإجمالي أو الوظائف التي نراها. لكن بيانات التضخم تشكل صعوبة» نظراً إلى استمرار ضعف أسعار النفط. وارتفع الذهب على رغم انتعاش في الأسهم، مستفيداً من عوامل فنية ومشتريات صناديق المؤشرات. وزاد السعر الفوري للذهب 0.3 في المئة إلى 1237.30 دولار للأونصة. وتراجع البلاتين للجلسة الثالثة على التوالي، مقترباً من أدنى مستوياته في أسبوعين الذي سجله أول من أمس عند 913 دولاراً للأونصة. واقترب البلاديوم من أقل سعر في ستة أسابيع الذي بلغه في الجلسة السابقة وانخفض 0.5 في المئة إلى 480.75 دولار للأونصة. وواصلت الأسهم الأوروبية الصعود القوي الذي بدأته في الجلسة السابقة مقتدية بمكاسب الأسواق الأميركية والآسيوية، في حين تدعمت السوق بارتفاع أسعار المعادن وبأخبار مشجعة عن الشركات. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» الأوروبي 1.3 في المئة في التعاملات المبكرة بعدما أغلق على صعود اثنين في المئة في الجلسة السابقة. ويتجه المؤشر إلى الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي. وتصدرت شركات التعدين المكاسب فارتفع مؤشر القطاع 2.4 في المئة إثر زيادات قوية في أسعار معادن الصناعية الرئيسية مثل النحاس والألومنيوم. واستفادت السوق أيضاً من أخبار الشركات فارتفع سهم «أماديوس» الإسبانية 6.3 في المئة متصدراً المكاسب على «يوروفرست 300» بعدما أعلنت الشركة أنها تستهدف صرف توزيعات أرباح نقدية بنسبة 50 في المئة من الأرباح المعلنة لعام 2016. لكن سهم «رويال بنك أوف سكوتلند» المدعوم من الدولة هوى 7.8 في المئة بعدما أعلن عن خسارته السنوية الثامنة على التوالي وبلغت 1.97 بليون جنيه إسترليني (2.75 بليون دولار) مع استمرار تأثره بتكاليف إعادة الهيكلة والتقاضي. وارتفع مؤشر «نيكاي» الياباني إلى أعلى إغلاق له في نحو ثلاثة أسابيع مع تعافي الشهية للمخاطرة بفعل التراجع المطرد للين ومكاسب الأسهم الأميركية خلال الليل. وزاد «نيكاي» 0.30 في المئة إلى 16188.41 نقطة مسجلاً أعلى إقفال له منذ 8 شباط (فبراير). وارتفع المؤشر القياسي نحو 1.4 في المئة على مدار الأسبوع. وركز المستثمرون على اجتماع مجموعة العشرين الذي يستمر يومين وبدأ في شانغهاي صباح أمس. وقال المتعاملون إنهم يتطلعون إلى سياسة منسقة لمواجهة الاضطرابات الأخيرة الناجمة عن نوبات التذبذب في أسعار النفط وتقلبات أسواق الصرف والمخاوف من تباطؤ عالمي.