دخلت محادثات السلام بين الحكومة السودانية ومتمردي «حركة العدل والمساواة» التي كان مقرراً استئنافها هذا الأسبوع في الدوحة نفقاً مظلماً عقب تصاعد المواجهات المسلحة بين الجانبين خلال الأيام الماضية، ما أوقع عشرات الضحايا. وأعلن الجيش السوداني أمس أن قواته سيطرت على قاعدة رئيسة ل «حركة العدل والمساواة» المتمردة في جبل مون في ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود مع تشاد. وقال الناطق باسم الجيش المقدم الصوارمي خالد سعد للصحافيين: «حررنا جبل مون من قبضة حركة العدل والمساواة وقتلنا 108 متمردين وأسرنا 61 واستولينا على 16 سيارة وثلاث شاحنات كبيرة». وأضاف أن «الجيش غنم 22 مدفعاً وكميات كبيرة من الذخائر المختلفة ودمر 18 سيارة وفقد عدداً من القتلى والجرحى»، مؤكداً أن «الأوضاع تسير نحو الهدوء، وقواتنا ستعمل بكل قوتها على مطاردة قوات المتمردين». وأعلن الناطق باسم الشرطة اللواء محمد عبدالمجيد تفاصيل جديدة عن معركة وقعت الخميس بين قواته ومتمردي «العدل والمساواة». وقال أمس إن قوات شرطة الاحتياطي المركزي صدت هجوماً للمتمردين على الطريق بين مدينتي الضعين ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وأوضح أن «الشرطة كانت ترافق قافلة تجارية من عشرات الشاحنات عندما هاجمتها قوات كبيرة للمتمردين ودارت معركة شرسة قتل فيها 30 متمرداً بينهم ثلاث قيادات ميدانية بارزة، وأصيب 60 آخرون، كما قتل 27 من الشرطة». ورغم الاشتباكات المتصاعدة، قال رئيس وفد الحكومة إلى مفاوضات الدوحة الوزير أمين حسن عمر إنه سيجري مشاورات مع الوساطة المشتركة اليوم «تمهيداً لانطلاق المفاوضات مع الحركات الدارفورية الراغبة»، معتبراً أن «حركة العدل والمساواة غير راغبة وغير جادة وجمدت المحادثات من جانبها». وأضاف أن حكومته ستباشر التفاوض مع «حركة التحرير والعدالة» بزعامة التجاني السيسي لمناقشة قضايا اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية. واتهم «العدل والمساواة» بأنها «رفضت مراقبة وقف النار وإطلاق أسرى الحكومة لديها ووسعت نشاطها العسكري أخيراً في إقليمي دارفور وكردفان ودمرت آبار المياه ونهبت ممتلكات المواطنين». وأضاف أن «قضية دارفور لا تحل بتوقيع ورقة مع هذه الحركة أو تلك، والأهم هو اختيار أهل دارفور لقياداتهم والتفاعل مع المجتمع المدني وجهوده لتوفير الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية». واعتبرت «العدل والمساواة» مهاجمة القوات الحكومية مواقعها «عدواناً ورفضاً للسلام». ونفى الناطق باسمها أحمد حسين أمس مزاعم الخرطوم بقتل عشرات من عناصرها وأسر آخرين، موضحاً أن «من أسروا هم 80 مدنياً من جبل مون». وجدد «التمسك بعملية السلام»، لكنه طالب الوسيط القطري «بأن يكون محايداً». وأشار إلى إنهم «أقرب إلى الانسحاب من مفاوضات الدوحة بعد انقلاب الحكومة على اتفاق وقف النار» الذي وقعه الجانبان في شباط (فبراير) الماضي.