يسعى منتخب جنوب أفريقيا إلى استغلال أهم مناسبة رياضية في تاريخه وربما في تاريخ القارة الأفريقية باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2010 للمرة الأولى وتقديم مستوى يسعد جماهيره التي تأمل أن يواصل منتخب الأولاد الشهير ب «بافانا بافانا» طريقه إلى دور متقدم في البطولة، وبحسب لوائح الاتحاد الدولي «الفيفا» يخوض المنظم البطولة من دون تصفيات. وظلت الكرة في جنوب أفريقيا حبيسة قمقم «العنصرية» فمنذ تأسيس الاتحاد الأفريقي (الكاف) اتفقت كل من مصر والسودان وجنوب أفريقيا في الخرطوم على إطلاق البطولة الأفريقية للمنتخبات إلا أن الأخيرة القابعة تحت الحكم الديكاتوري رفضت أن تكون الفرق من جميع الأديان والأعراق والألوان وقررت الانسحاب بدعوى رفضها القوانين التي تسمح للبيض والسود اللعب معاً من دون تمييز، ما دفع كلاً من الفيفا والكاف لحظر مشاركة جنوب أفريقيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، فظل المنتخب الجنوب الأفريقي بعيداً عن خوض التصفيات منذ 1930 إلى 1962 وأبعد عن المشاركة بقرار من الفيفا من 1966 إلى 1990 بسبب التمييز العنصري، وسريعاً سطع نجم «الأولاد» مع بدء مشاركاته القارية إذ توج عام 1996 بكأس الأمم الأفريقية التي نظمها على أرضه ثم خسر نهائي بطولة 1998 وفاز بالميدالية البرونزية لنسخة 2000 وخرج من ربع نهائي بطولة 2004 ثم تراجعت نتائجه وخرج من الأدوار الأولى في بقية البطولات. وبدأت جنوب أفريقيا تفرض نفسها على خريطة كرة القدم العالمية عندما نجحت في بلوغ كأس العالم للمرة الأولى في فرنسا عام 1998، ووقعت في المجموعة الخامسة مع البلد المنظم والسعودية والدنمارك، وتعادلت مع مع الأخضر السعودي (2-2) والدنمارك (1-1) وخسرت أمام فرنسا بثلاثية نظيفة وخرجت من الدور الأول، وكان الظهور الثاني لمنتخب جنوب افريقيا في أهم محفل كروي بالعالم في بطولة كوريا واليابان عام 2002 وكانت مُشاركة جيدة إذ وقع في المجموعة الثانية مع باراغواي وسلوفينيا واسبانيا وتعادل مع الأولى (2-2) وفاز على الثانية (1-صفر) ولم يصمد أمام « الماتادور» الإسباني وخسر ( 2-3) وخرج من الدور الأول بعد أن رجحت الأهداف كفة باراغواي. وكان المنتخب الجنوب أفريقي قدم عروضاً جيدة في كأس القارات الثامنة على أرضه في يونيو (حزيران) الماضي إذ خسر بصعوبة أمام البرازيل ( صفر-1) في نصف النهائي، ثم أمام إسبانيا ( 2-3) في مباراة المركزين الثالث والرابع، علماً بأنه في الدور التمهيدي للبطولة تعادل سلباً مع العراق وفاز (2-صفر) على نيوزلندا وخسر ( صفر-2) أمام إسبانيا ، لكن عيب المنتخب الوحيد كان عدم قدرته على ترجمة الفرص الكثيرة التي سنحت له إلى أهداف. وأوقعت قرعة مونديال 2010 منتخب «الأولاد» في المجموعة الأولى إذ يفتتح البطولة في مواجهة المكسيك، ثم سيتوجب عليهم تخطي أوروغواي بطلة العالم مرتين، إضافة إلى فرنسا وصيفة النسخة الأخيرة ليبلغ الدور الثاني، ومن دون شك يعتبر المنتخب الفرنسي بطل العالم عام 1998 أبرز المرشحين في هذه المجموعة، لكن المنتخب الذي يشرف عليه ريمون دومينيك بلغ النهائيات بصعوبة عبر الملحق وبفوز مثير للجدل على أيرلندا. أوروغواي بدورها بلغت النهائيات عبر الملحق ضد كوستاريكا، في حين أنهى المنتخب المكسيكي تصفيات منطقة «الكونكاف» في المركز الثاني خلف أميركا، أما أصحاب الأرض وهم المنتخب الأفريقي الأدنى تصنيفًا بين المنتخبات المشاركة، فإن مشوارهم سيكون صعباً، لكن بفضل وجود مدرب خبير مثل البرازيلي كارلوس البرتو باريرا على رأس الجهاز الفني للمنتخب، فإن موجة من التفاؤل ترافق المنتخب المضيف ليكمل التقليد الذي شهد دائماً تأهل منتخب الدولة المضيفة إلى الدور الثاني على الأقل. معلومات: تأسيس اتحاد اللعبة: عام 1932 وانضم إلى الاتحاد الدولي وإلى الاتحاد الأفريقي في عام 1992. لقب المنتخب: «بافانا بافانا». كابتن المنتخب: أرونا موكوينا. أول مباراة في كأس العالم: أمام فرنسا (صفر-3) في مونديال 1998. أكبر حالة فوز في كأس العالم: أمام سلوفينيا (1-صفر) في مونديال 2002. أكبر حالة خسارة في كأس العالم: أمام فرنسا (صفر-4) في مونديال 1998. تاريخ أول مباراة دولية: 2/11/1924 أمام هولندا. أكبر فوز: 17/9/1955 أمام أستراليا (8 – صفر) في مباراة ودية. أكبر خسارة: 7/6/1947 أمام أستراليا (1-5) في مباراة ودية. الهداف التاريخي: بيني ماكارثي (31 هدفاً). الأكثر تمثيلاً للمنتخب: أرونا موكوينا (92 مباراة). مجموعة جنوب أفريقيا: المكسيك - الأرغواي - فرنسا