استعاد الجيش السوري اليوم (الخميس) بلدة استراتيجية تقع على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط حلب شمالاً بسائر المناطق الخاضعة له بعد يومين على سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) عليها، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» والإعلام الرسمي. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام السوري اليوم من استعادة بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، نتيجة هجوم واسع بدأته امس بغطاء جوي روسي مكثف داعش». وأضاف أن الغارات الروسية أسفرت وحدها عن مقتل 20 عنصراً من التنظيم المتطرف. ونقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن مصدر ميداني أن الجيش السوري «يعيد الأمن والاستقرار إلى بلدة خناصر». وكان التنظيم المتطرف سيطر على خناصر غداة تمكنه من قطع طريق حلب-خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وهي الوحيدة التي يمكن لقوات النظام المتواجدة غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد إلى محافظة حلب وبالعكس. وتعد بلدة خناصر «معبراً» إلى هذه الطريق الاستراتيجية وخاضت قوات النظام معارك عنيفة لاستعادتها من فصائل متشددة قبل حوالى عامين. وقال عبد الرحمن إنه «لا يزال أمام قوات النظام السوري معركة أخرى لاستعادة التلال التي سيطر عليها التنظيم في محيط هذه الطريق ليتمكن من ضمان أمنها وفتحها مجدداً». وفي ريف حلب الشمالي والشمال غربي، أفاد «المرصد» عن تعرض مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف كردي عربي، طوال ليلة الأربعاء - الخميس إلى قصف مدفعي تركي عنيف، من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. وتقصف المدفعية التركية منذ أكثر من أسبوع مواقع المقاتلين الأكراد في هذه المنطقة. وكان هؤلاء استغلوا هزيمة للفصائل المتشددة والمقاتلة في المنطقة أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة ويسيطروا على مناطق تحت سيطرتهم تبعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود التركية ويحتلوها