أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ومقاتلين من فصائل متشددة سيطروا اليوم (الثلثاء) على بلدة استراتيجية في شمال سورية تقع على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط محافظة حلب بسائر المناطق السورية غداة تمكنهم من قطعها. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن "تنظيم الدولة الاسلامية ومقاتلين من فصائل متشددة، بينهم مقاتلون من تركستان، شنوا هجوماً واسعاً تخللته عملية انتحارية ضد مواقع قوات النظام السوري في بلدة خناصر وتمكنوا من السيطرة عليها". وتأتي السيطرة على خناصر اليوم (الثلثاء) غداة تمكن التنظيم المتطرف وفصائل متشددة أخرى، من خلال هجومين متزامنين، من قطع طريق حلب - خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي (شمال). وهذه الطريق هي الوحيدة التي يمكن قوات النظام المتواجدة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد الى محافظة حلب وبالعكس. ووفق عبد الرحمن، تعد خناصر "معبراً" الى هذه الطريق الاستراتيجية، مذكراً بأن قوات النظام السوري "خاضت معارك عنيفة لاستعادتها من فصائل إسلامية قبل حوالى عامين". وأوضح أن خسارتها اليوم تعد "خسارة معنوية لقوات النظام". وبدأ الجيش السوري منذ حوالى ثلاثة أسابيع هجوماً واسعاً في ريف حلب الشمالي، إذ نجح بالسيطرة على مناطق عدة من أيدي الفصائل المتشددة والمقاتلة وبفرض حصار شبه كامل على الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وقال عبد الرحمن إن سيطرة "داعش" على خناصر تعد "نصراً معنوياً لتنظيم الدولة الإسلامية في مواجهة الفصائل المقاتلة التي تخسر في ريف حلب الشمالي". ورأى أن التنظيم "يوجه بذلك رسالة إلى الشارع السوري، خصوصاً في مدينة حلب، تفيد بأنه الوحيد القادر على مواجهة قوات النظام ومحاصرته في الأحياء الغربية". وتعرضت طريق خناصر- حلب للقطع مرات عدة منذ اندلاع النزاع السوري العام 2011، إذ تمكنت فصائل معارضة من قطعها بالكامل في الفترة الممتدة بين آب (أغسطس) وتشرين الأول (أكتوبر) 2013، ما تسبب بنقص في المواد الغذائية والوقود في المناطق تحت سيطرة النظام. وفي 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تمكن "داعش" من السيطرة على جزء من طريق خناصر- اثريا (محافظة حماة وسط)، ما أدى إلى قطع الطريق المؤدية إلى مدينة حلب وحصار مئات الآلاف من سكانها. لكن قوات النظام نجحت في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) في استعادة السيطرة على الطريق.