أثينا، أنقرة - أ ف ب، رويترز - أكد بيان مشترك صدر في ختام اليوم الأول من الزيارة الرسمية الأولى التي نفذها أمس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لأثينا منذ عام 2004، أن العلاقات التركية - اليونانية خطت «خطوة كبيرة إلى الأمام»، ما عكس رغبة اردوغان في دخول العلاقات «مرحلة افضل»، وتفاؤل الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس بتعزيز المحادثات مع اردوغان «مناخ التعاون» الثنائي. وتميزت زيارة اردوغان الذي يرافقه عشرة وزراء و320 رجل أعمال، برمزيتها العالية على صعيد التعبير عن تضامن تركيا مع اليونان التي تواجه أزمة مالية حادة، وتفعيل التقارب بين البلدين. وبعدما التقى الرئيس اليوناني بابولياس، افتتح اردوغان مع نظيره اليوناني جورج باباندريو الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعاون الذي يضم حوالى عشرة وزراء من كلا البلدين، والذي سينتهي اليوم بتوقيع 21 اتفاقاً في مجالات السياحة والطاقة والبيئة ووقف الهجرة غير الشرعية للقادمين عبر تركيا، وهي مشكلة تؤرق اليونان. وسيجتمع المجلس الذي يشكل قاعدة تعاون تنفيذاً لنموذج وضعته أنقرة مع دول أخرى مجاورة وشريكة، مرة سنوياً كي يفسح في المجال أمام تنمية التعاون وتوثيقه بين الدولتين العضوين في الحلف الأطلسي (ناتو) والخصمين الإقليميين منذ عهود، علماً انهما شارفا خوض نزاع مسلح للمرة الأخيرة العام 1996. وحرص اردوغان خلال افتتاحه مع باباندريو ايضاً ملتقى رجال الأعمال في البلدين، على تأكيد ضرورة أن يساعد البلدان «بعضهما بعضاً، لأن اقتصاد كل منهما يكمل الآخر». وبحث اردوغان مع باباندريو تخفيف حدة التوترات وخفض الإنفاق العسكري الباهظ، ما قد يسهم في تخفيف وطأة أزمة ديون اليونان التي تسببت في اهتزاز عملة اليورو، علماً أن رئيس الوزراء التركي ابلغ محطة «نت تي في» التلفزيونية اليونانية أول من أمس أن البلدين سيوفران الكثير من الأموال عبر خفض الإنفاق العسكري». لكن اليونانيين يشترطون لتحقيق هذا الهدف إقامة «مناخ من الثقة والصدق في بحر ايجه وفي الجهود الهادفة لإعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة منذ 1974»، كما صرح اخيراً مساعد وزير الدفاع اليوناني بانوس بيغليتيس. أما باباندريو فقال: «نرغب في علاقات سلمية تستند إلى القانون الدولي والاحترام المتبادل للحقوق وسلامة الأراضي»، علماًً أن بلاده أنفقت نحو 13.4 بليون يورو على جيشها، ما يجعلها تتجاوز إي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. أما تركيا فأنفقت 10.2 بليون دولار على الدفاع عام 2008 و9.9 بليون دولار السنة الماضية. ويؤيد مسؤولون غربيون خطة إنقاذ لليونان بكلفة 110 مليارات يورو وخفض الإنفاق على القوات المسلحة في اليونان كوسيلة لخفض الإنفاق العام. يذكر أن زيارة اردوغان استدعت نشر 1500 شرطي في أثينا لتوفير الأمن، من دون أن يمنع ذلك انفجار شحنة ناسفة أسفرت عن إصابة شخص بجروح طفيفة، وشحنة أخرى داخل قصر العدل في تسالونيكي (شمال)، ثاني اكبر مدن البلاد. وأوضحت الشرطة أن هذه الاعتداءات «لا علاقة لها» بزيارة اردوغان، بل برد الحركة المتطرفة اليونانية على اعتقال ستة من عناصرها المفترضين مطلع نيسان (أبريل) الماضي.