بانكوك - أ ف ب، رويترز - قتل شخص على الأقل وجرح 12 آخرون بينهم صحافي كندي، في مواجهات عنيفة اندلعت بين متظاهرين معارضين للحكومة التايلاندية وعسكريين في بانكوك أمس، وترافقت مع تقدم قوات الأمن في اتجاه الحي السياحي والتجاري في بانكوك وقطعه إمدادات الكهرباء والماء والغذاء عن «القمصان الحمر» الذين حرموا أيضاً من جمع القمامة في محيطهم. ورفع ذلك الى 31 قتيلاً وحوالى ألف جريح الحصيلة الإجمالية لضحايا هذه الأزمة المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) الماضي. وأعلن الناطق العسكري الكولونيل سونسرن كايوكومنرد أن حوالى ألفي متظاهر في بازار «سوان لوم» حاولوا تخويف السلطات بأسلحة فطلب مسؤولو الأمن تفريقهم، ما دفع الجنود الى استخدام قنابل مسيلة للدموع بينما أحرق المتظاهرون حافلة عسكرية لمنع تقدم قوات الجيش. لكن سونسرن نفى تمهيد المواجهات لعملية طرد المتظاهرين بالقوة، متوقعاً اندلاع أعمال عنف جديدة، «في ظل إصرار القمصان الحمر على تجاهل الوقائع وإنهاء تجمعهم». وشدد وزير الدفاع الجنرال براويت وونغسوون على ضرورة مواصلة تعزيز الضغط، و «إلا لن نستطيع تطبيق القانون ودفع القمصان الحمر الى استئناف المفاوضات». وكان رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا دعا الى الانتخابات المبكرة التي كان اقترح تنظيمها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مطالباً بوضع حد لتحرك المعارضة. وزاد الوضع سوءاً في الساعات ال24 الأخيرة، جرح المستشار العسكري للمعارضة خاتيا ساواسديبول الملقب ب «سيه دينغ» الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين «الحمر»، ويعتبر قريباً من رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أطاحه انقلاب عسكري في 2006، علماً أن الأخير الذي يقيم في المنفى دعا الحكومة الى سحب قواتها واستئناف المفاوضات مع المعارضين، مشدداً على أن إيجاد حل سياسي «ما زال ممكناً، ويستطيع رئيس الوزراء منع سقوط مزيد من الضحايا وإنقاذ بلدنا». وأضاف: «يملك ابهيسيت الخيار بين تطبيق أسلوب القوة والوسائل السلمية أو بين الاحتفاظ بمنصبه وحياة الأبرياء». وأشارت مصادر طبية الى أن فرص نجاة ساواسديبول (58 سنة) الذي رفض سابقاً تسوية سلمية للأزمة والتنازل عن مطلب استقالة رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، «ضئيلة» في ظل إصابته برصاصة في رأسه أطلقها قناص لدى تحدثه الى صحافيين قرب معقلهم. وقال الخبير الأمني انتوني ديفيس: «انها محاولة واضحة لقطع رأس القيادة العسكرية للقمصان الحمر، في إجراء تكتيكي ذكي سيربك صفوف العسكريين لذوي القمصان الحمر، ويبعث رسالة الى قادتهم تفيد بأنهم يجب أن يتوقعوا عواقب وخيمة إذا لم يرغبوا في التفاوض». لكن مسؤولاً أمنياً كبيراً نفى سعي السلطات الى التخلص منه، وقال الكولونيل ديثابورن ساساسميت: «ما حدث لم يكن متوقعاً»، مؤكداً أن قائد الجيش أعطى تعليمات لجميع العناصر بعدم استخدام القوة ضد أشخاص عزل. ووسعت أمس، حال الطوارئ التي أعلنت في بانكوك مطلع نيسان (أبريل) الماضي الى 15 إقليماً أخرى في الشمال والشمال الغربي، معقل «القمصان الحمر». وأغلقت بريطانيا سفارتها في بانكوك، معلنة انها ستعيد فتحها بحسب تطور الوضع، علماً أن الولاياتالمتحدة اتخذت الإجراء ذاته أول من أمس مبدية «قلقها الشديد» من الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن.