أعلنت القوات الموالية للسلطات الليبية المعترف بها انها استعادت اليوم (الثلثاء)، السيطرة على غالبية احياء منطقة الليثي، معقل الجماعات المتشددة في مدينة بنغازي، وعلى ثلاث مقرات عسكرية في منطقتين اخريين. وقال مصدر عسكري في هذه القوات "دخلنا فجر اليوم الى معظم الاحياء التي كانت تقع تحت سيطرة الجماعات الارهابية في منطقة الليثي" في وسط بنغازي (الف كيلومتراً شرق طرابلس). واكد من جهته المكتب الاعلامي للقيادة العامة لقوات السلطات المعترف بها ان "اعلان تحرير" منطقة الليثي، معقل الجماعات المتشددة في هذه المدينة وبينها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، اصبح "قاب قوسين او ادنى". وفي موازاة ذلك، قال مصدر عسكري ثان ان "قوات الصاعقة دخلت مقر الكتيبة 319 والكتيبة 36 بعد طرد العناصر الارهابية منها"، فيما اعلن خليفة العبيدي، الناطق باسم المكتب الاعلامي لهذه القوات انه تم ايضا السيطرة على مقر كتيبة السحاتي. ويقع مقرا الكتيبتين 319 و36 في منطقة بوعطني في جنوب شرق بنغازي، بينما يقع مقر كتيبة السحاتي في الهواري. ويأتي الاعلان عن تقدم القوات التي يقودها الفريق اول خليفة حفتر في بنغازي بعد اربعة ايام من انطلاق عملية عسكرية تحت اسم "دم الشهيد"، تمكنت خلالها هذه القوات، بحسب ما اكد قياديون فيها، من استعادة السيطرة على ميناء المريسة في غرب بنغازي، وعلى مستشفى الهواري في جنوبها. وقتل في هذه العملية العسكرية منذ انطلاقها اكثر من 20 عنصرا من قوات السلطات المعترف بها، بحسب مصادر طبية في بنغازي. وتشهد مدينة بنغازي منذ حوالى عامين معارك يومية بين قوات السلطات المعترف بها دوليا، وجماعات مسلحة معارضة تضم تنظيمات متطرفة بينها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من جهة ثانية. ومن جهة اخرى، قتل ستة من المسلحين المحليين في مدينة درنة القريبة خلال تصديهم لهجوم جديد ل"داعش" حاول من خلاله دخول المدينة، بحسب ما افاد الثلاثاء قيادي محلي في المدينة. وقال القيادي في "مجلس شورى ثوار درنة" الذي يضم خليطا من الجماعات المسلحة وبينها مجموعات متشددة "فقدنا ستة من شباب المدينة بعد معركة حامية امس (الاثنين) استمرت سبع ساعات". واضاف "تمكنا من تدمير ثلاث دبابات وعربة مصفحة لداعش خلال محاولته التقدم نحو درنة من منطقة الفتايح (جنوب شرق درنة)، وقتلنا ايضا احد قيادييه ويدعى مفتاح ابو فراج الذي يعرف باسم ابو بصير الليبي". ويحاول "داعش" منذ اسابيع الاستيلاء مجددا على درنة (ألف و 300 كيومترا شرق طرابلس) بعدما طرده منها مسلحون من ابناء المدينة في تموز (يوليو). ويسيطر "داعش" على مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) ويسعى للتقدم نحو المناطق المحيطة بها، بينما يخوض معارك في بنغازي (الف كيلومترا شرق طرابلس) ويسيطر على مواقع عند اطراف درنة. ويستغل التنظيم الفوضى في ليبيا حيث تنتشر المجموعات المسلحة منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، وسط صراع بين سلطتين متنافستين واحدة في الشرق معترف بها دوليا والثانية في طرابلس.