يواصل وزير الخارجية الإسرائيلي، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف افيغدور ليبرمان فتح نيرانه العشوائية على الدول العربية، غير آبه بمقاطعة مصر والأردن له على خلفية تهديدات سابقة بقصف أسوان وتهجم منفلت على الرئيس حسني مبارك. وتصدرت أمس صفحتي «هآرتس» و«معاريف» تصريحات عنترية لليبرمان، الأولى ضد السلطة الفلسطينية وقادتها، والثانية ضد السعودية، وذلك غداة انتقادات شديدة وجهها لروسيا على خلفية لقاء رئيسها ديمتري ميديفيديف في دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وشن ليبرمان هجوماً على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بداعي أنه رد على بادرات حسن النية التي قامت بها إسرائيل تجاه السلطة «بتوجيه صفعات إلى إسرائيل». وقال لصحيفة «هآرتس» إن إسرائيل جمدت البناء في المستوطنات واعترفت بحل الدولتين للشعبين وأزالت في شكل كبير حواجز عسكرية، «وماذا تلقت في المقابل؟ تلقينا إرهاباً مضخماً... وقبل يوم من ضمنا إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، توجه رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض إلى عشرات الدول الأعضاء في المنظمة بطلب عرقلة انضمام إسرائيل... السلطة تواصل فرية ارتكابنا جرائم حرب في قطاع غزة، بينما عباس اتصل بنا شخصياً عشرات المرات وضغط في اتجاه أن نواصل الحرب لنسقط حماس». وعن احتمال أن يعلن الفلسطينيون في شكل أحادي الجانب إقامة دولة فلسطينية، قال ليبرمان إن تصريح فياض في هذا الشأن لم يهدف الى إقامة دولة إنما بناء قوته السياسية». وعما إذا كان تحدث هاتفياً مع فياض، قال ليبرمان: «لا. معاذ الله، لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن لإجراء محادثات». إلى ذلك، نفى ليبرمان أن تكون إسرائيل جمدت البناء في القدسالمحتلة، وقال: «إن ثمة عدم فهم للأمور... لن نقبل بأي إملاءات. هناك في القدس نمط حياة عادي، ونحن لا نعتزم تشويشه». ورداً على تصريحات عضو حزبه، وزير الأمن الداخلي اسحق أهارونوفتش أمس بأن الشرطة ستستأنف هدم البيوت في القدسالشرقية، قال ليبرمان إنه يجب احترام القانون، و«هناك قانون واحد للجميع، ولا يمكننا عدم الانصياع لقرارات حكم (بهدم منازل)... لا توجد دولة متنورة لا تنفذ قرارات محاكم». لكن الإذاعة العامة نقلت لاحقاً أمس عن مصدر سياسي مسؤول قوله إن إسرائيل ستؤجل تنفيذ أوامر الهدم في القدسالشرقية تجنباً لعرقلة المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين. وأوضح المصدر أن هذا القرار اتخذ في أعقاب الاحتجاجات الأميركية والتوضيحات التي طلبتها واشنطن من إسرائيل في شأن تصريحات اهارونوفتش عن استئناف أعمال هدم المنازل في القدس قريباً. وقرر ليبرمان أن يفتح جبهة أخرى ضد المملكة العربية السعودية. وأفادت صحيفة «معاريف» أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعد لحملة ديبلوماسية ضد المملكة على خلفية «مشاركتها في تمويل نشاطات دولية لنزع الشرعية عن إسرائيل». وأضافت أن أوساطاً سياسية رفيعة ترى أن خطوة ليبرمان «لا لزوم لها، وأن الضرر منها قد يكون أكبر من النفع». وقال نائب رئيس الحكومة، وزير الداخلية ايلي يشاي أمس إنه «لم يحصل تجميد للبناء في القدس، ولن يكون تجميد كهذا في المستقبل». وأضاف أن الحكومة لم تخنع أمام الأميركيين وستبني في كل مكان: «سنبني في كل مكان في عاصمة وطن الشعب اليهودي لأبد الآبدين، وهذا ما أوضحته لزملائي الأميركيين... لكننا سنتفادى الإعلان عن خطط بناء خلال زيارة مسؤولين أميركيين كبار لإسرائيل». وكشف أنه طلب انعقاد لجنة التخطيط والبناء قريباً «لاستئناف البناء في شعفاط». ورد وزير الدفاع ايهود باراك على تصريحات يشاي بمطالبة الوزراء في الحكومة بتهدئة تصريحاتهم في كل ما يتعلق بالبناء في القدس، وقال في بيان أصدره أمس: «أقترح على الجميع، نحن والفلسطينيين، التصرف بمسؤولية والامتناع عن إطلاق تصريحات عنترية واستفزازية». وأضاف أن تهجم الوزراء يضر بالعملية السياسية «التي تمر الآن بمرحلة حساسة للغاية». وزاد: «هذا الكلام يمس بمصالح إسرائيل أمام الولاياتالمتحدة والعالم كله... هذه التصريحات من شأنها أن تُظهر إسرائيل دولةً ترفض السلام، وبالتالي قضم مكانتها الدولية».