جدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل موقف العرب الداعي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة الخليج، خالية من أسلحة الدمار الشامل كافة، معرباً عن تأييد بلاده لجهود مجموعة 5+1 لحل أزمة برنامج إيران النووي سلماً وكفالة حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ودعا وزير الخارجية السعودي إيران، في كلمة خلال ترؤسه وفد بلاده إلى الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى التعاون العربي – الصيني الذي بدأ أعماله في تيان جين، إلى «التجاوب بشفافية وصدقية مع هذه الجهود». وقال في حضور رئيس مجلس الدولة الصيني ون جياباو ووزير الخارجية الصيني ووزراء خارجية الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية: «ان للدول العربية والصين في المجال الدولي رؤى مشتركة بخصوص أهمية تفعيل دور الأممالمتحدة وتطوير أدائها وتحقيق تمثيل متوازن وعادل لدول الجنوب في هياكلها وأجهزتها كافة بدءاً من مجلس الأمن وانتهاء بهيئات النظام المالي الدولي». وأوضح أن «الرغبة الصادقة من الجانب العربي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط تمثلت في تبنيه السلام خياراً استراتيجياً، وفي تقديمه مبادرة شاملة ومتوازنة للسلام مع إسرائيل تستند الى قرارات ومبادئ الشرعية الدولية»، لافتاً إلى أن «هذه اليد الممدودة لا تزال تقابل - للأسف - بالمزيد من التعنت والرفض والتعطيل من الحكومة الإسرائيلية التي تتمادى في العدوان، وتستمر في انتهاك الحقوق وتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي متحدية بذلك إجماع المجتمع الدولي ومنتهكة المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن». وقال: «إننا في العالم العربي نقدر عالياً مواقف الصين الثابتة الداعية إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتحقيق السلام العادل والشامل، إذ ان الصين من أبرز أقطاب عالم اليوم وتؤدي دوراً مؤثراً في مجلس الأمن، فإننا نتطلع دوماً إلى المزيد من التفعيل لجهودها في سبيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وما يؤكد لنا أهمية وفاعلية الدور الصيني الايجابي تجاه قضايا العالم العربي مساهمتها الايجابية في حل أزمة دارفور ومشاركتها المهمة في مجموعة الدول الخمس زائد المانيا لبحث الملف النووي الإيراني». ونقل الأمير سعود الفيصل في مستهل كلمته تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادة الصينية وللشعب الصيني وقال: «ان ما تتسم به العلاقات الدولية حالياً من نشوء تكتلات متعددة ومناخات ملائمة لترسيخ التعاون متعدد الأطراف، يوفر أرضية مناسبة لتعزيز روابطنا وتعميق تعاوننا وخدمة مصالحنا المشتركة، ونتطلع الى أن يتسم هذا المنتدى في دوراته المتعاقبة بوضع الآليات الملائمة والخطط الفعالة لتحويل هذه الرؤى إلى واقع ملموس في المجالات والقطاعات كافة». وأكد ان المملكة العربية السعودية «تولي اهتماماً كبيراً لتطوير علاقات التعاون والصداقة مع الصين، التي تشهد نمواً مطرداً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، معرباً عن الأمل في أن تسير العلاقات الصينية - العربية عموماً في الاتجاه نفسه»، مشيراً إلى أن «الاتفاقات الموقعة بين البلدين في المجالات المختلفة أسهمت في تعزيز التعاون الاقتصادي ونمو حجم التبادل التجاري بين بلدينا الصديقين». وكان رئيس مجلس الدولة ون جياباو رحب في مستهل جلسات المنتدى بالحضور متمنياً أن يحقق هذا الاجتماع تطلعات قادة البلدان العربية والصين.