تتميز آيسلندا بطبيعتها المذهلة، وينابيعها الدافئة، وطول عمر سكانها الذي حير العلماء. وبينما يرى البعض أن البيئة النقية والطعام الصحي من أهم الأسباب وراء طول عمر السكان، يرى آخرون أن الأمر يعود إلى جينات تميز نسل الشعب الآيسلندي. وتتفوق آيسلندا كل عام في معدل عمر الفرد الذي وصل إلى 83 عاماً، على غيرها من الدول التي تتمتع بطبيعة أكثر دفئاً، ومستوى تعليمي ومعيشي أعلى. ولمعرفة السر وراء العمر الطويل هناك، رافق فريق قناة «ان بي سي نيوز» أحد السكان الذي شارف عمره على المئة عام، لكشف الأسرار التي ساعدته على البقاء طوال هذه السنوات بهذا القدر الكبير من الصحة، ولاحظوا أن غالبية كبارالسن في آيسلندا يتبعون نظام حياة صحي مليء بالرياضة، ويعتمدون على الأسماك في طعامهم. لكن مؤسس شركة «دي كود جيناتكس» للدراسات الوراثية كاري ستيفانسون رأى أن السبب الرئيس وراء الحياة الطويلة والصحية التي يحياها سكان آيسلندا البالغ عددهم 320 ألف نسمة، يكمن في الجينات الوراثية. واستبعد ستيفانسون أن يكون للهواء النقي أو المياه العذبة أو الأسماك دوراً في هذا الأمر، مضيفاً: «اعتقد أن الأمر مرتبط بالحمض النووي لسكان المنطقة». وأشار ستيفانسون إلى أنه «أجرى بحوثاً عدة لمقارنة جينات أشخاص عاشوا فترة طويلة، وأثبتت الدراسات ان العامل المشترك بينهم كان وراثياً في الأساس». وشدد الباحث الآيسلندي على دور «الحمض النووي في تحديد عمر الفرد، وصحته، والأمراض التي يُصاب بها». وقال في مقابلة مصورة مع القناة: «يبدو أن صعوبة الحياة في آيسلندا قديماً المتملثة في برودة الطقس والفقر، سمحت للأقوياء فقط بالبقاء والتزاوج والتوالد، فيما توفي الضعفاء وماتت معهم الجينات الضعيفة، لذلك نرى أن غالبية سكان البلاد حملوا هذه الجينات القوية من آبائهم».