قال الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل إن الوضع الإقليمي «ذاهب إما نحو الاهتراء وهذا يترجم في لبنان مزيداً من التعطيل، وإما نحو التفجير ولبنان لن يكون في منأى عن تداعياته... ونحاول على الصعيد الداخلي قدر إمكاناتنا أن نحصن الساحة اللبنانية لنخفف من تأثير الوضع المتفجر في الخارج». وأوضح الجميل في حديث الى «الحياة» أمس أن «علينا أن نتفادى نحن أن نكون فتيل التفجير» (في المنطقة)، معتبراً أن هناك 3 أزمات تنعكس على لبنان في المنطقة: التعنت والعدوانية الإسرائيليين تجاه العرب والفلسطينيين، وصعوبة مواجهة النظام العراقي الجديد للإرهاب والملف النووي الإيراني. ودعا الجميل «حزب الله» الى «مقاربة تأخذ في الاعتبار مشاعر السواد الأعظم من اللبنانيين إزاء منطق الاستقواء بالسلاح، وطالبه بأن يتواضع ويتفهم قلق مجموعة كبيرة من اللبنانيين». وأشار الى أنه كانت هناك لقاءات بين الكتائب وبين الحزب إلا أنها توقفت «ونحن منفتحون على الحوار عندما تكون الأمور مناسبة». وعن حوار الكتائب مع سورية قال الجميل: «لا يمكننا القول الآن أن هناك حواراً وجل ما في الأمر أن أصدقاء مشتركين ينقلون رسائل إيجابية الى حد بعيد، لكن الأمور واقفة عند هذا الحد وننتظر نتيجة الحوار الرسمي الذي تقوم به الحكومة ولا نحب أن نستبق الأمور، ونريد أن ننتظر أن تكون سورية جاهزة أيضاً». وإذ وافق رئيس الكتائب على أن الدلالات السياسية للانتخابات البلدية في جبل لبنان وبيروت والبقاع حمّلت أكثر مما تحتمل، مشيراً الى أن بعض جوانب اصطفاف العام 2005 فقد علة وجوده، وأن مفهوم السيادة والاستقلال تغيّر ضمن الفريق الواحد، رأى أن تطورات الشهور المقبلة ستتحكم بمجريات التحالفات والاصطفافات. ورد الجميل على أسئلة «الحياة» في خصوص دور نجله سامي، فقال إنه من «جيل الشباب المنتفض وهو يلعب دوراً مهدئاً للشباب وهذا الجيل الذي عنده اعتراضات كبيرة على السياسة المتبعة». وشدد الجميل على أن قناعة الكتائب هي أن من «الضروري الوصول الى قواسم مشتركة على الصعيد المسيحي لأن المسيحي هو اليوم الجسم الضعيف والمريض في هذه التركيبة. فالمسلم السنّي يعتبر أنه خرج منتصراً من الأزمة الأخيرة والمسلم الشيعي يعتبر نفسه في موقع قوة بينما المسيحي يشعر بأنه مستفرد ومستضعف». وأشار الى الحوار مع الفرقاء المسيحيين واللقاءات مع العماد ميشال عون وحزب «الطاشناق» والنائب سليمان فرنجية «لكن كل هذا لا يزال لتلمس الطريق والحوار الأكثر تعثراً من غيره هو الحوار مع التيار الوطني الحر». وإذ كرر الجميل القول إن الحزب سجل رقماً مرضياً في الانتخابات البلدية جدد القول إن الحابل اختلط بالنابل في هذه الانتخابات، معتبراً أن الأخيرة لا تعبر عن ميزان القوى الحقيقي. من جهة ثانية، وفيما اجتمع مجلس الوزراء أمس برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل البت في جدول أعمال عادي وتعيين بديل لمدير أمن الدولة الذي أحيل على التقاعد، انتهت منتصف ليل أمس مهلة الترشيحات للمجالس البلدية والاختيارية في محافظة الجنوب والتي ستجرى انتخاباتها في 23 الجاري. وتواصلت أمس الاتصالات لإنقاذ الائتلاف في مدينة صيدا، فيما واصلت قيادتا حركة «أمل» و «حزب الله» جهودهما لتأليف لوائح ائتلافية في قرى الجنوب وبلداته بالتعاون مع العائلات. وبالنسبة الى المرحلة الرابعة من الانتخابات في الشمال تكرّس أمس فشل الائتلاف في بلدة زغرتا بين النائب سليمان فرنجية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض وحلفائه. واتهم معوض في بيان له الفريق الآخر بمخالفة النقاط التي اتفق عليها في الاجتماع الثاني الذي عقداه. على صعيد آخر، أصيب 11 جنديا فرنسيا من العاملين في قوات (يونيفيل) في جنوب لبنان أمس بجروح. وقال الناطق العسكري ل «يونيفيل» الكولونيل نارش بهات في تصريح إنه «خلال نشاط روتيني بعد ظهر اليوم (أمس) في مركز «يونيفيل» في الطيري في قضاء بنت جبيل، ووفقاً للتقارير الأولية انفجرت ذخيرة، وأصيب من جراء ذلك عدد من الجنود بجروح إصابة أحدهم خطرة ولكن حاله مستقرة»، وأضاف: «أن يونيفيل فتحت تحقيقاً فورياً بالحادث لمعرفة ملابساته».