استغل أركان الدولة العبرية الاحتفال السنوي بما يعرف ب «يوم القدس» (احتلال القدسالشرقية وتوحيدها مع الشطر الغربي بقانون شرعه الكنيست)، لإطلاق تصريحات تؤكد أن إسرائيل لن تنسحب من المدينةالمحتلة في إطار أي اتفاق، وأن سياسة الترحيل وهدم المنازل في القدس العربية لن تتوقف. ولجأ رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى التوراة للرد على أسئلة في الكنيست عن مستقبل القدس في المحادثات مع الفلسطينيين. وقال إن القدس واسمها العبري البديل «صهيون» وردت 850 مرة في التوراة، «أما بالنسبة إلى عدد المرات التي وردت فيها القدس في الكتب المقدسة للأديان الأخرى أوصيكم بأن تراجعوا هذا». وبعد أن قاطعه نائب من عرب الداخل، قال نتانياهو: «لأنك سألت... القدس ذكرت 142 مرة في العهد الجديد ولم يرد في القرآن اسم واحد من بين 16 اسماً عربياً للقدس. لكن في تفسير موسع للقرآن من القرن الثاني عشر يقال إن هناك آية تشير إلى القدس». ولم يشر في خطابه إلى مفاوضات السلام غير المباشرة التي استؤنفت مع الفلسطينيين، لكنه قال إن «إسرائيل ستحتفظ بكل القدس وستضمن حرية العبادة في كل المواقع». وأضاف: «لا تقييد ولا أنوي أن أقيد صلة الآخرين بالقدس، لكني سأتصدى لمحاولة تقييد أو تحريف أو تشويش العلاقة الفريدة التي تربطنا نحن شعب إسرائيل بعاصمة إسرائيل». وتوعد وزير الأمن الداخلي إسحاق أهارونوفتش من حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف فلسطينيي القدس بأن الشرطة ستعاود قريباً هدم منازل في القدسالشرقيةالمحتلة بداعي أنه تم بناؤها من دون الحصول على تراخيص بناء. وأقر الوزير بأن شرطته توقفت عن الهدم في الأشهر الأخيرة بغية عدم المس بالجهود التي بذلها الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، «لكن الآن لا توجد أية تعليمات للشرطة بعدم هدم البيوت غير القانونية». وزاد في سياق رده على استجواب في الكنيست قدمه نائب من «ليكود» أن «لا مانع من توجه الشرطة صباح غد لتنفيذ أوامر هدم». وكان رئيس الحكومة قال في كلمة ألقاها مساء أول من أمس أمام طلاب المعهد الديني المتطرف «مركاز هراب» إن «الصراع على القدس هو صراع على الحقيقة... نحن نبني المدينة وسنواصل بناءها ونواصل تطويرها. وإزاء المحاولات لإظهارنا كأننا غزاة للقدس نقول إنه لا يوجد مثيل للعلاقة بين شعب وعاصمته مثل العلاقة التي تربط الشعب اليهودي بعاصمته». وقال رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات إنه أبلغ الأميركيين بأنه «ليس معقولاً ولا قانونياً وقف البناء لليهود في القدس... أبلغتهم بأننا سنواصل البناء في كل أجزاء المدينة. والعالم يمتحن إصرار إسرائيل، ولذا علينا أن نطرح موقفاً موحداً وصارماً ما يتيح لنا مواصلة تطوير المدينة». وفي طوكيو، صرح وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أمس بأنه «لا يوجد أي اتفاق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة على وقف البناء في القدسالشرقية. والحياة الطبيعية في القدس ستتواصل كما في سائر المدن في إسرائيل». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر من أن الولاياتالمتحدة ستحمل إسرائيل والفلسطينيين المسؤولية إذا اتخذ أي من الجانبين خطوات من شأنها عرقلة المحادثات غير المباشرة التي بدأت هذا الأسبوع. وأدلى أوباما بهذا التعهد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول من أمس، حض فيه الجانبين أيضاً على «التفاوض بجدية وبنية صادقة» والانتقال من المحادثات غير المباشرة إلى المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن. وقال البيت الأبيض في موجز لمحادثة أوباما مع عباس: «أكد الرئيس اعتزامه تحميل الجانبين المسؤولية عن أي تصرفات من شأنها تقويض الثقة خلال المحادثات». وأضاف أن أوباما حض عباس على «بذل قصارى جهده لمنع أعمال التحريض على إسرائيل أو الطعن في شرعية وجودها»، كما جدد تأييده لقيام «دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بمقومات الاستمرار تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل».