توقعت وزارة الطاقة الأميركية ازدياد استهلاك أسواقها من سوائل الوقود باطراد السنة الحالية والمقبلة بعد سنوات من انخفاض متواصل عكس الآثار المباشرة للأزمة المالية والركود الاقتصادي على الطلب المحلي وبلغ ذروته العام الماضي مفضياً إلى تراجع حاد غير مسبوق في واردات أميركا من نفوط منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وخصوصاً السعودية. وفقاً للمحللين في إدارة معلومات الطاقة التابعة للوزارة يتوقع أن يرتفع الاستهلاك الأميركي من الوقود 160 ألف برميل يومياً وبمعدل سنوي يقترب من واحد في المئة. ويفترض انتعاش الطلب، الذي يشمل مشتقات النفط باستثناء وقود التدفئة ووقود الطائرات، انتقال الاقتصاد الأميركي من الانكماش إلى النمو بوتيرة يتوقع أن تصل إلى 3 في المئة. لكن محللين أشاروا إلى أن الزيادة المتوقعة في الاستهلاك الأميركي من سوائل الوقود في 2011 ترتفع إلى 260 ألف برميل يومياً وبمعدل 1.4 في المئة سنوياً. وتوقعوا في تقريرهم الشهري عن آفاق الطاقة في المدى القصير الثلثاء الماضي ارتفاع الطلب المحلي على مشتقات النفط بلا استثناء على رغم احتفاظ الاقتصاد الأميركي بوتيرة نموه من دون تغيير يذكر مقارنة مع 2010. ولا تضع الزيادة المتوقعة في الاستهلاك الأميركي حداً لأربع سنوات متتالية من الانخفاض المتواصل فحسب، بل حدت بالمحللين الأميركيين إلى رفع توقعاتهم في شأن أسعار النفط دولارين للبرميل الواحد. وبنتيجة التوقعات المعدلة ينتظر أن يبلغ متوسط أسعار الصفقات الفورية للخام الأميركي الخفيف 84 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من السنة الحالية وإلى 87 دولاراً نهاية السنة المقبلة. ولفتت إدارة معلومات الطاقة إلى أن ضعف الطلب المحلي خفّض استهلاك الوقود 810 آلاف برميل يومياً (4.2 في المئة). وساهمت عوامل إضافية من بينها خفض «أوبك» إنتاجها في مسعى إلى دعم أسعار النفط في خفض الواردات الأميركية من النفط الخام والمشتقات 1.4 مليون برميل يومياً عام 2009 تناهز 12 في المئة إذ تراجعت إلى 9.7 مليون برميل يومياً مقارنة مع أكثر من 11 مليوناً في 2008. وأدى انخفاض حجم واردات الخام والمشتقات إلى انكماش حصتها في الاستهلاك الأميركي من 57 إلى 52 في المئة. وسجلت الواردات الأميركية من نفوط «أوبك» تراجعاً حاداً منخفضة من 5.9 مليون برميل يومياً في 2008 إلى 4.7 مليون برميل في 2009 ما انعكس في المحصلة النهائية في تقلص حصة المنظمة في الاستهلاك الأميركي من الخام والمشتقات من 30.4 إلى 25 في المئة وأيضاً حصتها في الواردات الأميركية التي انخفضت من 53.5 إلى 48.3 في المئة. وتنفرد السعودية بنحو 25 في المئة من واردات النفط الأميركية من بين دول «أوبك» في المتوسط، إلا أن وارداتها من الخام السعودي تراجعت نحو 1,5 مليون برميل يومياً في 2008 إلى نحو مليون برميل فقط في 2009 وبنسبة 34 في المئة. وحدثت هذه التطورات في وقت تدشن «أرامكو السعودية» وشريكتها «شل» زيادة الطاقات التكريرية لمشروعهما المشترك في الولاياتالمتحدة «موتيفا انتربرايزز» من740 ألف برميل يومياً إلى نحو 1.1 مليون برميل يومياً في وقت لاحق من السنة الحالية، حسبما أعلنته موتيفا في سلسلة من البيانات من مقرها في هيوستن (تكساس).