انضمت اليونان إلى كل من روسيا ومصر في إبداء تحفظها أمام مسؤولين إسرائيليين من محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وذلك بإعلان وزير الدفاع اليوناني بانوس كامنوس بعد لقائه نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون في تل أبيب، أن «تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأنقرة هو فكرة غير ناجحة من شأنها المس بالتعاون الاستراتيجي بين إسرائيل واليونان. جاء ذلك غداة رسالة مماثلة تسلمها وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أول من أمس خلال زيارة الأول لموسكو. وقال وزير الدفاع اليوناني في حديث للإذاعة العبرية أمس أنه «لا يعقل أن تقوم إسرائيل بتحسين علاقاتها مع تركيا في وقت تزداد عزلة الأخيرة» فيما «موقفها (تركيا) من إسرائيل ما زال عدائياً كما كان»، مستذكراً «لإثبات أقواله» بتصريح رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو قبل ثلاثة اشهر بأنه يريد رؤية علم فلسطين يرفرف فوق القدس. وأضاف أن حقيقة أن تركيا تقيم علاقات تجارية مع «داعش» على ما أكد يعالون نفسه، وتموّلها وتتيح لمقاتليها دخول الأراضي السورية من أراضيها تبعث على علامات استفهام كثيرة في كل من تل أبيب وأنقرة، و «عليه أعتقد أن فرصة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا تبدو ضئيلة». وتابع أن رغبة تركيا في قيادة العالم الإسلامي الراديكالي لا تتسق مع تظاهرها برغبتها في تحسين العلاقات مع إسرائيل. واعتبر كامنوس أن العلاقات بين أثينا وتل أبيب تمر ب «شهر عسل»، مشيراً إلى أن الاتفاق الدفاعي الاستراتيجي الذي وقعته إسرائيل واليونان هو الثاني من نوعه الذي توقعه إسرائيل (الأول مع الولاياتالمتحدة)، ما يؤشر إلى متانة العلاقات بين البلدين، «وهو يشكل عملياً جداراً أمنياً افتراضياً يبدأ من إسرائيل ويمتد إلى قبرص واليونان»، مضيفاً أن «لإسرائيل الكثير مما تربحه من هذا الاتفاق». وزاد أن الحرب المشتركة ضد الإرهاب والتعاون بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي سيضعِفان «داعش» الذي يستفيد حتى اليوم من تصدير النفط. وعقّب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان على تصريحات الوزير اليوناني بالتأكيد أنه ينبغي على إسرائيل «عدم التسرع» في تحسين العلاقات مع أنقرة، وأن تدرس ما تربحه من التطبيع مع تركيا في مقابل ما يمكن ان تخسره مع قبرص واليونان، خصوصاً مصر. وقال للإذاعة العامة: «لا يمكن لإسرائيل أن تقبل بطلب الرئيس رجب طيب أروغان أن يكون لتركيا موطئ قدم في قطاع غزة لأن ذلك سيكون خطوة غير صحيحة». في السياق ذاته، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى هو أيضاً تحفظه من بنود كثيرة في مسودة الاتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، خصوصاً في ما يتعلق بمنح أنقرة دوراً رئيساً في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة في قطاع غزة وإدخال مساعدات إنسانية إليه. وأضافت أن لافروف أبلغ وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد أن تركيا ستحقق من الاتفاق، في حال إقراره بصيغته الحالية، العديد من الإنجازات، مشيراً أيضاً إلى عدم ارتياح روسيا من أن الاتفاق يتطرق إلى تعاون بين إسرائيل وروسيا في مجال الغاز الطبيعي، ما من شأنه ان يمس بتصدير روسيا الغاز الطبيعي لتركيا.