انخفضت أسعار النفط أمس لكنها ما زالت تتجه نحو تحقيق أول ارتفاع أسبوعي هذا الشهر، وسط زيادة قياسية في مخزون النفط الأميركي خففت أثر خطة للتنسيق بين المنتجين لتجميد مستويات الإنتاج. وهبط خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 45 سنتاً إلى 33.83 دولار للبرميل، في حين انخفض الخام الأميركي 46 سنتاً إلى 30.31 دولار للبرميل. وارتفعت أسعار الخام أكثر من 14 في المئة في وقت سابق هذا الأسبوع بعد اتفاق السعودية وروسيا على تجميد الإنتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير). وقال النائب الأول لوزير الطاقة الروسي، أليكسي تكسلر، أن اتفاق تجميد مستويات الإنتاج قد يؤدي إلى انخفاض فائض المعروض البالغ 1.8 مليون برميل يومياً في الأسواق العالمية. ولفت إلى أن من السهل مراقبة أي اتفاق لتجميد مستويات إنتاج النفط نظراً الى أن السوق تتسم بالشفافية. وأضاف: «السوق شفافة أمام جميع المشاركين فيها ومن السهل فهمها». وعلى هامش منتدى اقتصادي في كراسنويارسك في سيبيريا قال: «سيكون من السهل كشف أي خداع». وتوقع انخفاض الاستثمارات في قطاع الطاقة الروسي هذا العام مقارنة ب2015. بدوره رأى نائب رئيس الوزراء الروسي، أركادي دفوركوفيتش، أن دخول الاتفاق على تجميد الإنتاج حيز التنفيذ سيحول دون حدوث انخفاض شديد في أسعار النفط. وأعرب وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، في تصريح الى صحيفة «دي برس» النمسوية عن اعتقاده بأن سوق النفط ستتوازن في الوقت المناسب بسبب قلة الاستثمارات في القطاع. ونقلت الصحيفة عنه قوله «توافر القليل من رأس المال والتأخر في تنفيذ بعض المشاريع (...) سيساهمان في إعادة التوازن للسوق وخفض الإنتاج خارج أوبك وبخاصة في أميركا الشمالية». وعززت الزيادة القياسية في مخزون الخام الأميركي الأسبوع الماضي المخاوف في شأن استمرار تخمة المعروض، حيث أظهرت بيانات من «إدارة معلومات الطاقة» أن مخزون النفط الخام التجاري زاد بمقدار 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي ليصل إلى ذروة قدرها 504.1 مليون برميل. إلى ذلك، بلغت واردات الهند النفطية من السعودية والعراق أعلى مستوياتها في أكثر من 10 سنوات الشهر الماضي، حيث حقق أكبر منتجين في «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) مكاسب على حساب أميركا اللاتينية، ما يشير إلى فاعلية سياسة المنظمة الرامية إلى المحافظة على الإنتاج والدفاع عن الحصة السوقية. وتصدرت السعودية قائمة الموردين إلى الهند في كانون الثاني (يناير) حيث قفزت صادراتها النفطية 29 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، لتصل إلى نحو 940 ألف برميل يومياً وفقاً لبيانات تتبع السفن الواردة من مصادر، والبيانات التي جمعتها «تومسون رويترز لبحوث النفط وتوقعاته». وجاء العراق في المرتبة الثانية بارتفاع مبيعاته النفطية إلى الهند 52 في المئة عن كانون الثاني (يناير) 2015 لتبلغ 930 ألف برميل يومياً. وبلغت المعدلات اليومية من البلدين المصدرين للخام أعلى مستوياتها منذ العام 2001 على الأقل وفقاً للبيانات المتوافرة لدى خدمة «تومسون رويترز».