اتفقت السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر أمس، على تجميد مستويات إنتاج الخام، لكن موسكو والرياض أعلنتا إن الاتفاق مشروط بمشاركة المنتجين الآخرين في هذه الخطوة ما يشكل عائقاً كبيراً في ظل غياب إيران عن المحادثات وإصرارها على رفع الإنتاج. وقفزت أسعار النفط إلى 35.55 دولار للبرميل بعد أنباء الاجتماع المغلق لكنها قلصت مكاسبها في وقت لاحق لتبلغ 34 دولاراً للبرميل. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي، إن تجميد الإنتاج عند مستويات كانون الثاني (يناير) شبه القياسية خطوة كافية، معرباً عن أمله في تبني المنتجين الآخرين لهذه الخطة. وأضاف: «السبب في اتفاقنا على تجميد محتمل للإنتاج بسيط، وهو أنها بداية لعملية سنقوّمها في الشهور القليلة المقبلة ونقرر ما إذا كنا في حاجة لاتخاذ خطوات أخرى لتحسين السوق وإعادة الاستقرار إليها». وتابع: «لا نريد تقلبات كبيرة في الأسعار ولا نريد خفض الإمدادات ونريد تلبية الطلب والاستقرار لسعر النفط، علينا أن نتحرك خطوة بخطوة». وتابع: «نلاحظ اليوم أن الإمدادات تنخفض بسبب الأسعار الحالية، ونلاحظ أيضاً أن الطلب يرتفع (...) هذا أمر مهم جداً (...) لا نريد تقلبات كبيرة في الأسعار ونريد تلبية الطلب، نريد الاستقرار لسعر النفط». وأشار وزير الطاقة القطري، محمد السادة إلى «أن المنتجين الآخرين سيحتاجون للتجميد على الفور بمن فيهم إيرانوالعراق». ورأى أن هذه الخطوة ستساعد في عودة الاستقرار إلى سوق النفط التي شهدت انخفاضاً إلى مستويات لم يسجلها منذ أوائل العقد الماضي بسبب وتيرة زيادة العرض على الطلب. وأوضح أن تواصلاً «مكثفاً» سيبدأ «فوراً» مع منتجين آخرين بينهم إيرانوالعراق، مضيفاً: «نعتقد أن هذه الخطوة تهدف إلى استقرار السوق وستعود بالفائدة ليس فقط على المنتجين والمصدرين، بل أيضاً على الاقتصاد العالمي». واعتبر وزير النفط الفنزويلي ايلوخيو ديل بينو، أن مزيداً من المحادثات ستجرى مع إيرانوالعراق غداً (اليوم) في طهران. وقال: «سنعقد اجتماعاً مع الوزيرين الإيرانيوالعراقي وآمل أن يذهب معي الوزير القطري لنناقش معهما أسس هذا الاتفاق المهم جداً لتحقيق الاستقرار في السوق». بدورها، أعلنت وزارة الطاقة الروسية في بيان أن الاتفاق الذي توصل إليه منتجو النفط في الدوحة يقضي بالإبقاء على متوسط مستويات إنتاج النفط في 2016 عند مستوى كانون الثاني. ونقلت الوزارة عن وزير الطاقة، ألكسندر نوفاك، قوله: «نتيجة للاجتماع فإن الدول الأربع مستعدة لإبقاء متوسط إنتاج النفط هذه السنة عند مستوى كانون الثاني وعدم تجاوزه». وأضافت: «سيتخذ هذا القرار إذا انضم المنتجون الآخرون إلى هذه المبادرة». وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «لوك أويل»، ثاني أكبر منتج روسي للنفط، وحيد علي كبيروف، إن الشركة كانت تنوي تثبيت إنتاجها النفطي هذا العام وذلك في رد فعل «هادئ» على الاتفاق الذي توصل إليه منتجو النفط العالميون في الدوحة أمس. وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي في إشارة إلى اتفاق روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر على تجميد الإنتاج عند مستويات كانون الثاني إذا انضمت دول أخرى «لم يكن من الصعب أن نقدم هذا الالتزام. كنا سنرفع الضرائب وهو ما سيحول دون زيادة الإنتاج». وصرّح نائب وزير النفط في أذربيجان، ناطق عباسوف، إلى وكالة «رويترز» بأن لا نية لدى بلاده لتجميد إنتاجها من النفط. ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن وزارة الاقتصاد أن من السابق لأوانه الحديث عن تأثير محادثات الدوحة على أسعار النفط والروبل على المدى البعيد. وأشار مصدر في وزارة النفط العراقية إلى أن بغداد مستعدة للالتزام بتجميد إنتاجها النفطي عند مستويات كانون الثاني إذا توصل المنتجون داخل «أوبك» وخارجها إلى اتفاق. وأضاف: «العراق مع أي قرار يساهم في دعم أسعار النفط». وأعلن أن متوسط الإنتاج في كانون الثاني بما فيه إنتاج كردستان بلغ 4.775 مليون برميل يومياً. في المقابل، أفاد مصدر إيراني بأن بلاده مستعدة لبحث تجميد مستويات إنتاج النفط فور وصول إنتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات، ما يؤكد معارضة طهران لكبح إمداداتها. وقال المصدر: «لم نصل بعد إلى مستوى إنتاجنا قبل العقوبات (...) عندما نصل إليه سنكون على قدم المساواة ومن ثم يمكننا الحديث». وأضاف: «وضعنا مختلف تماماً عن الدول التي أنتجت مستويات مرتفعة خلال السنوات الأخيرة». وأضاف أن إيران ربما تحصل على شروط خاصة في اتفاق تجميد مستويات إنتاج النفط. وأكد مصدر غير إيراني أن «لها وضعاً خاصاً (...) هي تعود إلى السوق وتحتاج لفرصة خاصة ولكن عليها أن تقوم ببعض الحسابات». ووصف محللون الاتفاق في الدوحة بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة التوازن بين العرض والطلب غير أنهم قالوا إن المخزون العالمي ما زال قريباً من مستويات قياسية ويُحتمل أن يكبح الاتجاه الصعودي لأسعار الخام. وفي السوق، ارتفع سعر «برنت» في التعاملات الآجلة 81 سنتاً إلى 34.20 دولار للبرميل متراجعاً عن أعلى سعر سجله خلال اليوم والذي بلغ 35.55 دولار للبرميل. وصعد الخام الأميركي 63 سنتاً إلى 30.07 دولار للبرميل مبتعداً عن أعلى مستوياته خلال الجلسة والذي بلغ 31.53 دولار للبرميل.