وقع رئيس الفيليبين بينينيو اكينو وزعيم "جبهة مورو الاسلامية للتحرير" مراد ابراهيم اليوم الخميس في مانيلا اتفاق سلام تاريخيا يفترض ان ينهي احد اطول واعنف النزاعات في آسيا. وقال ابراهيم "هذا الاتفاق المفصل حول (منطقة) بانغسامورو يتوج نضالنا" مستخدما كلمة محلية للاشارة الى المنطقة التي تسكنها غالبية اسلامية في جنوب الفيليبين. واضاف "مع هذا الاتفاق تم ترسيخ التطلعات المشروعة لبانغسامورو والتزام حكومة الفيليبين الاعتراف بهذه التطلعات". وبموجب الاتفاق تلقي جبهة مورو السلاح مقابل اقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب الارخبيل في جزيرة مينداناو التي تعد غالبية مسلمة في بلد كاثوليكي بنسبة 80 في المائة. من جهته قال اكينو خلال الحفلة التي حضرها اكثر من الف شخص بينهم رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق "ما يطرح امامنا اليوم هو طريق يمكن ان يؤدي الى تغيير دائم في مينداناو المسلمة". وستشمل منطقة بانغسامورو حوالى 10 في المائة من اراضي الفيليبين الكاثوليكية. ومنطقة الحكم الذاتي المقبلة ستعد غالبية من المسلمين لكن فيها مناطق كاثوليكية. ويتوج توقيع الاتفاق اشهرا طويلة من المفاوضات بين الحركة الاسلامية وممثلي الحكومة، واستكملت المرحلة الاخيرة منها في كانون الثاني (يناير) الماضي. ومنطقة الحكم الذاتي الجديدة ستكون لها شرطتها الخاصة وبرلمان محلي وصلاحية جباية الضرائب، بينهما سيتم تقاسم العائدات من مخزونات هذه المنطقة الشاسعة من الموارد الطبيعية مع الحكومة الوطنية. وستكون حكومتها علمانية ولن تكون دولة اسلامية. وستتولى الحكومة الوطنية شؤون الدفاع والسياسة الخارجية والعملة والمواطنة. غير ان "جبهة مورو" والحكومة والمراقبين المستقلين يجمعون على انه لا يمكن ضمان سلام دائم في الوقت الحاضر، وانه سيترتب تخطي الكثير من العقبات قبل منتصف 2016، عند انتهاء الولاية الوحيدة لاكينو الذي طرح المبادرة. وليس هناك ما يؤكد ان خلفه سيبدي الاستعداد ذاته للتفاوض مع الجبهة.