وقَّع رئيس الفيليبين وزعيم حركة مورو أمس الخميس في مانيلا اتفاق سلام تاريخياً يفترض أن ينهي أحد اطول وأعنف النزاعات في آسيا. وقال مراد إبراهيم زعيم جبهة مورو الإسلامية للتحرير هذا الاتفاق المفصل حول منطقة بانغسامورو يتوّج نضالنا. وأضاف مع هذا الاتفاق تم ترسيخ التطلعات المشروعة لبانغسامورو والتزام حكومة الفيليبين بالاعتراف بهذه التطلعات. وبموجب الاتفاق تلقي جبهة مورو السلاح مقابل إقامة منطقة حكم ذاتي في جنوب الأرخبيل في جزيرة مينداناو التي تعد غالبية مسلمة. من جهته قال اكينو خلال الحفل الذي حضره أكثر من ألف شخص ما يطرح أمامنا اليوم هو طريق يمكن أن يؤدي إلى تغيير دائم في مينداناو المسلمة. ومنطقة بانغسامورو ستشمل حوالى 10% من أراضي الفيليبين. ومنطقة الحكم الذاتي المقبلة ستعد غالبية من المسلمين. ويعد حفل التوقيع الرسمي يتوّج أشهراً طويلة من المفاوضات بين الحركة المتمردة وممثلي الحكومة بدفع من الرئيس بنينيو اكينو. ويعتبر المسلمون الفيليبينيون البالغ عددهم خمسة ملايين من أصل عدد إجمالي للسكان يقارب مئة مليون المنطقة الجنوبية من البلاد بمثابة أرضهم التاريخية وخاضت جبهة مورو الإسلامية للتحرير حركة تمرد للمطالبة بحكم ذاتي في هذه المنطقة. واستكملت المرحلة الأخيرة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والجبهة في يناير. هذا وستكون لمنطقة الحكم الذاتي الجديدة شرطتها الخاصة وبرلمان محلي وصلاحية جباية الضرائب فيما سيتم تقاسم العائدات من مخزونات هذه المنطقة الشاسعة من الموارد الطبيعية مع الحكومة الوطنية. وستتولى الحكومة الوطنية شؤون الدفاع والسياسة الخارجية والعملة والمواطنة. غير أن جبهة مورو الإسلامية والحكومة والمراقبين المستقلين يجمعون على أنه لا يمكن ضمان سلام دائم في الوقت الحاضر وأنه سيترتب تخطي الكثير من العقبات قبل منتصف 2016 عند انتهاء الولاية الوحيدة لبينينيو اكينو الذي طرح المبادرة. في غضون ذلك أعلنت الشرطة الفلبينية أمس الخميس أن مئات من مسلمي البلاد اشتبكوا مع نشطاء يساريين بسبب اتفاقية السلام، اللتي تم توقعيها بين الحكومة وجبهة مورو الإسلامية للتحرير. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة سبعة أشخاص. وكان المسلمون في مسيرة للتعبير عن تأييدهم للاتفاق، خارج القصر الرئاسي، حيث كان يجري توقيع الاتفاقية عندما وصل اليساريون وبدأوا في ترديد هتافات احتجاج على اعتقال أحد زعمائهم .. وقد طارد المسلمون المتمردين اليساريين حتى أخرجوهم من المنطقة. وقال جويل كورونيل، نائب مدير العمليات بشرطة مدينة مانيلا إن سبعة يساريين أصيبوا وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج، مشيراً إلى أنه لم يتم إلقاء القبض على أحد وأن اليساريين نقلوا مسيرتهم لموقع آخر. وشهدت أجزاء أخرى من منطقة مينداناو مسيرات تدعم اتفاق السلام الشامل بين الحكومة الفلبينية وجبهة مورو الإسلامية للتحرير.