أسفرت زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى دمشق عن توقيع اتفاقين في مجالي المواصلات والنقل الجوي وبدء الاتصالات لتشكيل مجلس استراتيجي مشترك لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس: «إن الأزمة المالية أضرت بالتعاون بين الدول في شكل ما أعاق التبادل التجاري بين سورية وروسيا، ونفكر في الآفاق الجديدة التي تطلق التعاون بين البلدين لتتجاوزا الأزمة». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع ميدفيديف في ختام زيارة الأخير إلى دمشق التي استغرقت يومين: «تحدثنا عن التعاون في مجال النفط والغاز سواء في التنقيب أو النقل أو في إنشاء مصافٍ إضافة إلى بناء محطات لتوليد الكهرباء سواء المحطات التقليدية أو محطات الطاقة النووية، وتحدثنا عن التعاون في مجال بناء السدود والبنية التحتية والري، إلى موضوع النقل بخاصة النقل الجوي». ورافق ميدفيديف في زيارته التي تعد الأولى لرئيس روسي إلى دمشق، وفد يضم رؤساء مناطق روسية ورؤساء شركات حصلت على مشاريع في سورية أو على وشك الحصول على مشاريع أخرى. وقال ميدفيديف: «قطعنا في السنوات الأخيرة شوطاً كبيراً في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، وعلى رغم الأزمة الاقتصادية المالية والتجارية، تسنى لنا تحقيق الكثير في هذا الاتجاه». وأكد أن هناك حاجة لمجالات وصعد جديدة لنتقدم، لافتاً إلى وجود مشاريع مشتركة تتمتع بأفق جيد من حيث تنفيذها، في مقدمها المشاريع المتعلقة بالنفط والغاز، وينفّذ عدد منها وينظر في مشاريع أخرى». وأضاف: «إلى النفط والغاز توجد مشاريع في مجالات مثل المواصلات والكهرباء والطاقة النووية ونحن نشارك وجهة نظر أصدقائنا السوريين بضرورة تطوير التعاون في هذا المجال بالذات». وأكد وجود آفاق أخرى من التعاون تتعلق «بالتكنولوجيات الفضائية وغيرها من التكنولوجيات العالية وفي مجال السياحة وكلها مجالات يمكن بل يجب أن نسير في اتجاه الاستفادة منها». وتبحث الشركات الروسية في إمكان مشاركتها في مشاريع حيوية في سورية منها مشروع بناء مصانع لتكرير النفط في محافظة دير الزور (شرق البلاد) وفي منطقة الفرقلس (وسط البلاد) وفي مد خط النفط «زنوبيا» وخط الغاز المركزي وإعادة بناء خط نفط «كركوك بانياس» وتحديث مصنع تكرير النفط في مدينة بانياس على الساحل السوري. وأكد البيان الختامي لاجتماعات الأسد وميدفيديف تشجيع تطوير التعاون الاستثماري بين الجانبين وإيلاء مشاريع البنية التحتية اهتماماً متزايداً بخاصة في النفط والغاز ونقل مواد هيدروكربون وزيادة قدرتهما في مجال الطاقة الكهربائية وتطوير وسائل نقل السكك الحديد والجوية وتكنولوجيا المواصلات والسياحة وحماية البيئة والري وغيرها من المجالات. وكان مجلس رجال الأعمال السوري – الروسي ناقش على مدى يومين تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري وإقامة مشاريع مشتركة في المجالات كافة وتذليل العقبات من أمام المنتجات المتبادلة.