عاد الوضع السوري إلى الجدل بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشحين الانتخابيين، مع تأكيد أوباما أن الحرب السورية «ليست منافسة بيني وبين (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين» و «ليس من المعقول أن نتوقع أن مجموعة ثوار قادرين على مواجهة القوات الروسية... إنما هذا لن يحل الأزمة». في المقابل، أكد الرئيس السابق بيل كلينتون أن زوجته المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون «ستقيم منطقة آمنة» في سورية، كما وعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالمثل شرط أن «تغطي كلفتها دول الخليج». وقال أوباما في مؤتمر صحافي من كاليفورنيا مع انتهاء قمة دول جنوب شرقي آسيا أول من أمس، أن تدخل روسيا في سورية «دليل على ضعف الحكومة السورية» وأنه سيكون من الأفضل لبوتين أن يساعد في التوسط في عملية انتقال سياسي في البلاد. وبعدما قال أن روسيا والأسد «ربما حققا تقدماً مبدئياً»، أكد «أن ثلاثة أرباع البلاد خارج سيطرتهما». وأضاف مخاطباً الكرملين: «إنكم ترسلون جيشكم بينما الحصان الذين يدعمونه غير فعال». ورفض أوباما الانتقادات الموجهة إليه حول تراجع القوة الأميركية أمام روسيا، وقال أن الحرب «ليست منافسة بيني وبين بوتين». وشككت الخارجية الأميركية بإمكان إرساء وقف لإطلاق النار في سورية هذا الأسبوع كما نص اتفاق توصلت إليه في ميونيخ. وقال الناطق باسم الخارجية مارك تونر: «لا أريد أن أقول لكم في شكل حاسم أنه بحلول الموعد المحدد بموجب اتفاق فيينا أي الخميس أو الجمعة سيكون هناك وقف للأعمال العدائية، ولكن نحن نعول على أنه سيتم إحراز تقدم». ولم تهدّئ تصريحات أوباما من الانتقادات لإدارته، خصوصاً من المرشحين الجمهوريين، وأبرزهم دونالد ترامب الذي دعا من ولاية كارولينا الجنوبية إلى «إقامة منطقة آمنة في سورية وتغطي كلفتها دول الخليج». واعتبر ترامب أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء "الكارثة الحالية وكارثة اللاجئين التي تواجهها أوروبا». وقال ناشطون معارضون سوريون أيضاً أن الرئيس السابق بيل كلينتون قال في تجمع في فلوريدا لشخصيات سورية أن إنشاء «منطقة آمنة في سورية هو أمر واضح وفرضية بسيطة، فاللاجئون لا يريدون المجيء إلينا وعلينا إقامة منطقة آمنة لهم في سورية». ورداً على سؤال عما إذا كان سيتعهد إقامة منطقة كهذه، قال كلينتون: «أنا لا يمكنني أن أتعهد إنما هيلاري ستقوم بذلك بالتأكيد». وتحدثت كلينتون في السابق عن إقامة منطقة كهذه بالتعاون مع تركيا ولردع روسيا. إلى جانب كلينتون وترامب، يؤيد المرشحان الجمهوريان السيناتور ماركو روبيو وحاكم فلوريدا السابق جيب بوش فكرة المناطق الآمنة، فيما يعارضها السيناتور اليميني تيد كروز والمرشح الديموقراطي بيرني ساندرز.