تعود الفنانة االتشكيلية منيرة موصلي مساء اليوم إلى مدينة جدة، التي احتضنت انطلاقتها الأولى، لتقديم معرض جديد يقام في صالة حافظ، يضم أعمال تعكس تجربة الفنانة عبر مراحل مختلفة، بصفتها أحد المبدعين الذین أسسوا لبنة الفن التشكيلي السعودي. والمعرض عبارة عن هدية من موصلي إلى مدينة جدة وإلى الجيل الجديد من الفنانين التشكيليين الشباب، إيماناً منها بالدور الإنساني والاجتماعي للفنان اتجاه موطنه. وتمنت منيرة موصلي، في تصريح صحافي بالمناسبة، وجود كليات ومعاهد متخصصة «لتدريس الفن على أسس أكاديمية مما يثري الحركة التشكيلية الحالية لتلتحم بالحركة التشكيلية العالمية، وأن تؤسس متاحف للفن المعاصر في المدن الرئيسة لتحتضن أعمال الفنانين منذ بداية تئسيس الحركة إلى وقتنا الحاضر». وتؤمن الفنانة بأنه لا يوجد قبح في الفن، وأن الفن عبارة عن رؤى وتجارب مختلفة وعملية تراكمية «ابتدأت من أجدادنا البدائيين من حفرهم على الكهوف حتى الآن، مؤكدة أن المعاهد الموجودة الآن يتخرج فيها كثير من معلمي التربية الفنية غير مؤهلين»، مشيرة إلى أنه على المناهج الدراسية أن تجعل تدريس الفن مادة أساسية، «ليستطيع الطلاب والطالبات التعبير عن افكارهم وآرائهم للجمال بطرق محترفة». وتتطلع موصلي، التي تقتني بعض متاحف العالم عددا من أعمالها، إلى أن تقتني المؤسسات والشركات العامة والخاصة، أعمال الفنانين ليتذوق الجيل الحاضر والأجيال القادمة الفن التشكيلي، وأن يتم تأسيس متاحف ومعارض دائمة لتستطيع احتواء القدر الهائل من أعمال الفنانين والفنانات من أبناء الوطن بغض النظر عن المكان والزمان. وتعد الفنانة منيرة موصلي من رواد الفن التشكيلي في السعودية، إذ أقامت في عام 1968 مع زميلتها صفية بن زقر أول معرض تشكيلي في مدرسة دار التربية الحديثة، كما قدمت الكثير من المشاركات من خلال المعارض الفردية والمشتركة والقت العديد من المحاضرات. و تعتبر الفنانة منيرة واحدة من المبدعات القلائل، اللواتي كشفت موهبتها بلاغة طقوسها الجمالية، عندما انحازت معطياتها المبكرة إلى محاكاة الحضارات التاريخية الممتدة في الوطن العربي، واهتمامها بالهموم العامة في المحيط العربي.