شن الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك هجوماً قوياً في فتوى له نشرت عبر موقعه الرسمي على الكاتب خالص جلبي، وقال إن الأقوال المنسوبة إليه في حال صحتها تثبت أنه احترف الطب من أجل نشر فكره، مشبهاً له بالنصارى المبشرين الذين امتهنوا الطب ذريعة للتنصير. وطالب البراك في فتواه وزارتي الداخلية والصحة بكف يد جلبي عن العمل واجتثاثه من السعودية، بوصفه «شجرة خبيثة» على حد زعمه. وقال: «ما نقل عن المذكور يتضمن نقصاً في عقله، وانحرافاً في فكره، وطعناً في شعيرة الجهاد، ويظهر نقص عقله بجحده السنن الكونية الربانية من الصراع بين الناس نتيجة الاختلاف». بعد ذلك، استعرضت فتوى البراك مقولات اعتبرها أدلة على حكمه بالزندقة على الدكتور خالص جلبي، مشيراً إلى أن بين تلك المقولات ما يثبت جهله بقدر الأنبياء، إذ قال: «نوح عليه السلام فشل في تغيير المجتمع»، كما اتهمه بقائمة تهم على رأسها الاستخفاف برب العالمين وإنكار حد الردة وبكاؤه على قتلى الزنادقة. وأبلغ جلبي «الحياة» في اتصال معه أنه يتمنى أن يغفر الله للبراك وأن يهديه «لأننا تعلمنا من السعوديين الكرام حكمة عظيمة هي: هداه ربي». وأضاف: «التطرف ليس حكمة، وكأن هؤلاء يملكون خزائن الله، لكن الله يقول: «قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتوراً». وقال جلبي: «هذا التطرف ليس خيراً للبلد ولا لأحد الأطراف، والإمام ابن تيمية سابقاً كان يقول: إن العلماء يخطّئ بعضهم بعضاً، وإن أهل البدع يكفّر بعضهم بعضاً». وزاد: «هؤلاء يسقونني من الكأس نفسها التي سُقي منها ابن تيمية، ولي فيه أسوة حسنة، فقد أوذي هذا الرجل من أجل رأيه الذي خالف فيه أقواماً، وصبر، وثبت (...) وأقول للبراك كما قال ابن آدم لأخيه: «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين». وكان ما أثار حفيظة البراك ومن حوله أن خالص جلبي حل ضيفاً أخيراً على برنامج «البيان التالي» على قناة «دليل»، فرفض وصف الكوارث الطبيعية بأنها عقوبة إلهية، ما اعتبره مجموعة من المناوئين له اعتراضاً على الشرع.