أكد رئيس جمعية الترجمة العربية وحوار الحضارات في فرنسا الدكتور عبدالله العميد أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة «تأتي منسجمة مع توجيهات القيادة السعودية لتعزيز الحوار الحضاري بين الدول والشعوب» مضيفاً - في حوار مع «الحياة» حول الجائزة وما تمثله، ودورها في تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها - أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للجائزة ودعمه لها «تشكل رافداً لدعم المؤسسات والجمعيات العربية المعنية بالترجمة، وإثراء المكتبة العربية بالأعمال المميزة بأمهات المراجع العلمية التي تلبي حاجات الأمة على طريق التطور». وقال العميد: «إن مثل هذه المبادرة أمر يتمناه العاملون في ميدان الترجمة. وذلك نظراً لأن حركة الترجمة إلى العربية ومنها كانت في حاجة إلى مثل هذه الجائزة التي أتت في أوانها. وذلك لأهمية الدعم المالي حتى يبذل الجميع؛ أفراداً ومؤسسات، مزيداً من الجهود لإثراء حركة الترجمة»، مشيراً إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين «تأتي منسجمة مع مجمل توجهات المملكة في هذا المضمار، ومنها مشروع الترجمة السعودي العالمي (متسع) لترجمة الأدب العربي والسعودي إلى اللغات الأجنبية، وفي مقدم أهدافه الإسهام في تصحيح نظرة الآخر إلى ثقافتنا، وكذلك الندوات التي نظمتها المملكة في سبيل دعم الحوار بين الثقافات، وتُوجت بعقد مؤتمر الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، وذلك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين». وتطرق إلى الجمعيات العربية المعنية بالترجمة، وما تقوم به على أساس غير ربحي، لافتاً إلى أنها تعتمد في نشاطها على التبرعات والهبات بصفة استثنائية، «لذلك فهي دائماً في حاجة ماسة إلى الدعم المادي. ومن شأن هذه الجائزة العالمية أن تساعد جمعيات الترجمة العربية، بما فيها الجمعيات التي خصصت حيزاً بارزاً في نشاطها لحوار الثقافات تحديداً. كما أن التشجيع المادي سيحث أطرافاً كثيرة على التنافس في نقل أمهات الكتب الأجنبية إلى العربية. وغني عن البيان أن هذا التنافس يؤدي إلى إثراء المكتبة العربية، ولاسيما حينما يكون اختيار أمهات الكتب الغربية موجهاً أحسن توجيه للوفاء بحاجاتنا». وأشار العميد إلى أنه يمكن اعتماد سبل متعددة لتسخير الجائزة في خدمة الثقافة العربية والإسلامية منها: «إقامة أيام مخصصة بالمراكز الثقافية للتعريف بالجائزة، ومناقشة قضايا الترجمة وعلاقتها بالثقافة، أو دعوة دور النشر إلى المشاركة في «أسبوع الترجمة»، والحرص على المشاركة في المعارض الدولية للكتاب، وتخصيص جناح للتعريف بالجائزة وبجهود المملكة في مجال الترجمة، والتعاون مع مؤسسات إعداد المترجمين في تنظيم ندوات تخصص لموضوع «الكتاب المترجم» بصفة عامة، وما حققته الجائزة في هذا المضمار بصفة خاصة. ويمكن دائماً تطوير قدرة الجائزة على تحقيق أهدافها بتوسيع النطاق الذي تشمله، وتنويع الجهات التي تتعامل معها. وفي هذا الصدد، تستطيع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أن تقيم علاقات عمل وتعاون مع مزيد من المؤسسات والهيئات المعنية مباشرة بنشاط الترجمة، ومن بينها جمعيات المترجمين، ودور النشر، وبعض المنظمات الدولية». وأعتبر أخيراً أن الجائزة «خطوة تشجيعية رائعة أتت في أوانها لتملأ فراغاً كبيراً، وهي مبادرة ضرورية لحفز همم المترجمين ودور النشر، وتنشيط حركة الترجمة بوجه عام. وبإمكانها أن تكون حافزاً أكبر على تجاوز المعوقات المالية؛ بإقامتها علاقات تعاون دائم مع منظمات متخصصة، ومع بعض دور النشر الكبرى المعروفة بنشاطها البارز في مجال الترجمة، ومع المنظمات العربية والدولية ذات الصلة، مثل أليكسو وإيسيسكو واليونسكو، ولاسيما بعد استضافة المنظمة حفلة تسليم الجائزة هذا العام، وتجدر في هذا الصدد الإشارة إلى أن الإدارة المختصة بترجمة الكتب في اليونسكو (قسم روائع الأدب العالمي سابقًا) تهتم اهتماماً خاصاً بالتعاون مع مؤسسات مثل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة».