أكد أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة شهدت تطوراً كبيراً في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله، مشيراً إلى اهتمامه بالشأن الداخلي والسياسي، ما انعكس بالخير والنماء على أوضاع المواطن السعودي.وأوضح في حفلة افتتاح «الندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز»، مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بحضور عدد كبير من الأمراء والشخصيات الثقافية والإعلامية، أن الملك خالد تربّى في بيت والده وسار على نهج الملك عبدالعزيز، لافتاً إلى أن جهود الملك خالد آتت ثمارها، حين واصل شقيقاه فهد وعبدالله ما بدأه. وقال الأمير سلمان: «لقد عرفت الملك خالد عن قرب، ورأيت فيه المؤمن الصالح لشعبه، وكانت آماله تنصب على الاهتمام السياسي وشؤون الدولة»، مشيراً إلى أن الملك خالد «رزق بزوجة صالحة كانت خير عون له، خلال مسيرته، وهذا يعتبر شيئاً جيداً». فيما تطرق أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز إلى محطات من حياة والده في شكل عام. وقال إن الملك خالد «خلف حياة كريمة شخصية متواضعة، لا يخشى في الحق لومة لائم، ويخشى الله في الناس»، مؤكداً أن الراحل كان «سيفاً في يدي المؤسس، وعضداً لإخوانه، وانتقل بالبلاد خلال حكمه إلى الرفاهية، وعاش عفيفاً». من جهة أخرى تأتي الندوة ضمن سلسلة الندوات الملكية في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات. واعتبر الأمين العام للدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن رعاية الأمير سلمان، ستعطي الندوة زخماً ودفعة داخل الأوساط العلمية المحلية والعربية والإقليمية، مشيراً إلى أن الندوات الملكية «أصبحت علامة فارقة في النشاط العلمي لدارة الملك عبدالعزيز، نتشرف بتنظيمها في الدارة، خصوصاً أنها مصدر غني وموثوق للتاريخ الوطني، إذ نؤرخ لشخصية أبناء الملك عبدالعزيز ممَّن تولوا الحكم، فهذا التاريخ جزء مهم من تاريخنا المشرق، وإثبات أن السياسة السعودية التي أرسى قواعدها المؤسس الملك عبدالعزيز، على أسس إسلامية خالدة لم تحِد عن دعائمها الرئيسية ومن أهمها خدمة الإسلام والمسلمين والقضايا العربية الثابتة والسعي لتنمية المواطن السعودي ومنجزاته الحضارية، والندوة العلمية لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز تقع في هذا الإطار العام بمشاركة ما يقارب 40 باحثاً وباحثة من داخل السعودية وخارجها، يستنطقون بالأرقام قرارات ومعطيات فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز، ملامح من التاريخ السعودي ومسيرة العطاء والبناء للوطن والمواطن». وأشار السماري إلى أن الندوة تستمر ثلاثة أيام، وتقام جلساتها على فترتين صباحية ومسائية، وتناقش أحد عشر محوراً «نعتقد أنها شاملة وضابطة لكل ما يمكن أن يدرس ويبحث في سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز وفترة حكمه التي استمرت أكثر من سبع سنوات، وهي: نشأة الملك خالد بن عبدالعزيز وسيرته قبل الحكم، ومنها ولايته العهد في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز، التنظيم الإداري في عهده، وما صدر من قرارات تنظيمية، التعليم والثقافة والإعلام، الجوانب الاقتصادية وأهمها النفط والتعدين والتنمية الصناعية والزراعية والتجارة، عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج وما قدمته الحكومة السعودية من تنمية في الخدمات المقدمة لضيوف الحرمين الشريفين، الشؤون الإسلامية وتتعلق بالإفتاء والقضاء وخدمة الإسلام والمسلمين والتضامن الإسلامي وهذا المحور حظي بالمشاركة الأكبر من الباحثين والباحثات، الجوانب العسكرية والأمنية، الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية ومنها الرياضة والشباب والجمعيات الخيرية، النقل والاتصالات، السياسات الداخلية بفرعيها الزيارات الداخلية والحكم المحلي والتأثير في مسيرة النماء والنهضة داخل المجتمع السعودي، السياسة الخارجية وتتعلق بالعلاقات مع الدول الإسلامية والصديقة والزيارات الخارجية التي عززت الديبلوماسية السعودية ومكانة القرار السعودي في مسار الأحداث الإسلامية والدولية». ولفت الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز إلى أن الجلسة الأخيرة من الندوة التي رأسها أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، يتحدث فيها ثلاث شخصيات مهمة عملت مع الراحل الملك خالد عن قرب إبان فترة حكمه، متناولة السمات الشخصية والإدارية في شخصيته، إضافة إلى الجوانب الإنسانية في تعاملاته مع الشعب والقرار الملكي، وهم: وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز الخويطر، ووزير الإعلام سابقاً الدكتور محمد بن عبده يماني، ووزير الصحة سابقاً والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حالياً الدكتور حسين جزائري. وقال إن هذه الندوة التي يشارك فيها أكثر من أربعين باحثاً وباحثة، تفتح الباب أمام دراسات منهجية ومعمقة عن تاريخ المملكة «تعتمد الوثائق التاريخية ومصادر المعلومات المختلفة تتزامن معها مرصودات وذكريات وانطباعات المعاصرين لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، فيما يعد توثيقاً للجوانب الحضارية الملموسة وغير الملموسة لهذا التاريخ المشرق». وحول الأعمال العلمية المساندة للندوة، أوضح السماري أن الدارة «أعدت معرضاً مصوراً عن جوانب مهمة لتاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز وتاريخ المجتمع السعودي في عهده الميمون، والذي شهد طفرة اقتصادية وثقافية كانت داعماً قوياً نحو آفاق أوسع لحياة المواطن ومنجزات الوطن التنموية، كما قامت الدارة بطبع بعض الكتب عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، والإنجازات الحضارية في عهد توليه الحكم وهذا ما يعد دعماً للمادة العلمية للندوة، وتعزيزاً لأهدافها العلمية والتوثيقية، أيضاً تزمع الدارة إعادة طبع البحوث المشاركة في الندوة في إصدار خاص تعميماً للفائدة وتوثيقاً لفعاليات الندوة وجهود المشاركين فيها».