يشهد متنزه روضة خريم (شمال شرقي الرياض) مقر إقامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من كانون أول (ديسمبر) وحتى بداية نيسان (أبريل) من كل عام، لقاء قمة يجمع كلاً من الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما غداً (الجمعة)، يتناول - بحسب مصادر - الأمن الخليجي والملف النووي الإيراني والأزمة السورية. فيما وصف المستشار الأسبق لشؤون الشرق الأوسط للرئيس أوباما دينيس روس، العلاقات السعودية – الأميركية ب«الحتمية» موضحاً أن أوباما يحتاج خلال زيارته إلى السعودية، ولقاؤه خادم الحرمين الشريفين ل«التعامل مع المخاوف السعودية بشكل مباشر، وأن يثبت بأنه لا يراوده أي شك في شأن الإيرانيين، من خلال توضيحه بمعرفة واشنطن بما تفعله ما تسمى (قوة القدس)، والخطوات التي ستتخذها الولاياتالمتحدة لمجابهتها». إلى ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور خضر القرشي، إن «هناك تفاؤلاً كبيراً في المملكة بخصوص نتائج زيارة الرئيس باراك أوباما التي يبدأها غداً (الجمعة) إلى الرياض، والتي يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين». وأكد القرشي في حديث إلى «الحياة» أمس، أن «المملكة لها دور فاعل في المنطقة، وأن أميركا أدركت أن الملف السوري من الصعب تجاهله حتى لو تأخر حسمه كثيراً، وأنها (أميركا) تسعى للتنسيق مع السعودية، لما فيه مصلحة للشعب السوري، وإيقاف حال التعذيب والقتل اليومي الذي يتعرض له الشعب من نظام بشار الأسد». وأضاف: «نحن على تفاؤل كبير، بأن أي اجتماع بين القادة في أميركا والسعودية، سيتمخض عنه نتائج مميزة عن الزيارة، وزيارة الرئيس أوباما غداً مهمة للغاية في هذه الظروف، وعند لقاء خادم الحرمين سيكون هناك حلول مشتركة لحل الأزمات التي تعانيها المنطقة بما فيها الأزمة السورية». وأكد القرشي أن أميركا «دولة رئيسة في العالم، ولا يمكن تجاهل قوتها في إدارة الملفات»، مضيفاً: «المملكة تملك سياسة معتدلة في المنطقة، وهي حريصة على دعم كل الشعوب الإسلامية بأن تعيش برفاهية وسلام بما فيها الشعب السوري الذي امتهن رئيسه القتل والتشريد، وأصبحت قضيته مأساة إنسانية صعبة للغاية، وكلنا نتمنى أن يكون هناك تغير كامل للأزمة السورية». وحول التوتر السياسي الذي عاشته الرياضوواشنطن أخيراً، على خلفية عدم حل الأزمة السورية والتقارب الغربي مع إيران، قال القرشي: «الولاياتالمتحدة الأميركية لها حسابات مع المملكة متفقة ومتناسقة في كثير من القضايا، وفي سورية كان الفهم متقارب، ثم تباعدت المواقف إلى حد بسيط، واليوم الإدارة الأميركية تعلم أن الحلول السلمية مع النظام السوري غير فاعلة، لأنه يجد الغطاء الروسي لهذا الأمر، وأميركا تفهمت الرؤية السعودية في هذا الملف». وتابع: «الأكيد أن أميركا شريك استراتيجي لكل دول المنطقة، ولا يمكن تجاهلها، وكون الرئيس أوباما يأتي إلى المملكة، فمن المؤمل أن أوباما يدرك أن سياسة السعودية ليست عدوانية ولا توسعية بل إنها تدعو إلى التعايش السلمي». وجدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى أن المملكة تريد من إيران أن «تكف عن مشاريعها التوسعية في المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الخارجية»، وقال تعليقاً على التقارب الغربي - الإيراني أخيراً في الملف النووي، «نحن في المملكة نتمنى أن تعيش إيران بسلام مع أميركا والعالم أجمع، والسعودية من أول الدول التي دعت إيران إلى ذلك، ومدت يدها للسلم والتعايش، لكن النظام الإيراني المتشدد المتطرف يريد أن يتوسع خارج حدوده ويتدخل في البحرين، ويدعم الحوثيين وأثار الفوضى على حدود المملكة من جهة اليمن، وسيطر على العراق بشكل كامل، وهذا دليل على أن إيران تسعى لتصدير مشاريعها التوسعية في المنطقة، وأنا أعتقد أن ما يحدث في المنطقة الشرقية من أحداث أمنية اليوم، هو ليس ببعيد عن مباركة النظام الإيراني، ويجب على إيران أن تعلم أن هذا التدخل غير مقبول». ولفت إلى أن السعودية «لا يمكن أن تقبل بالتدخلات الإيرانية»، مضيفاً: «السعودية صبرت كثيراً على هذه التدخلات، ولا تستطيع أن تتفرج عما يفعله النظام الإيراني في جيرانها، ونتمنى أن يعي المسؤولون في الإدارة الإيرانية، أن نجاحهم يكمن فقط في داخل بلادهم».