عثرت الوحدات العسكرية التونسية على مخيم كانت تستعمله مجموعات مسلحة في المرتفعات الغربية الحدودية مع الجزائر، فيما دعا رئيس الوزراء الحبيب الصيد إلى تشكيل لجان محلية للتعامل مع اللاجئين القادمين من ليبيا في حال حصول تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وذكرت وزارة الدفاع التونسية في بيان أمس، أن القوات المسلحة نجحت في كشف مخيم كانت تتحصن به «مجموعات إرهابية»، وذلك خلال عمليات تمشيط واسعة النطاق في جبل «المغيلة» الواقع بين محافظتي سيدي بوزيد والقصرين وسط غرب البلاد. وعثرت الوحدات العسكرية في المخيم على ألغام يدوية الصنع فجّرتها وحدة مختصة، إضافة إلى معدات لصنع المتفجرات والألغام وبطاريات كهربائية وكمية من مادة الأمونيتر التي يستعملها المسلحون في إعداد المتفجرات، كما ضُبِطت مواد غذائية ومواد طبية سرقتها العناصر المسلحة من أحد المستشفيات القريبة من الجبل الحدودي. وتزامنت هذه العملية مع تفكيك وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الحرس الوطني (الدرك) «خلية إرهابية واعتقال 4 من عناصرها على علاقة بعناصر إرهابية تنشط في ليبيا وأخرى متواجدة في جبال محافظة القصرين» وفق بيان وزارة الداخلية التونسية. وتأتي هذه التطورات في ظرف تستعد فيه تونس لتدخل عسكري محتمل في جارتها ليبيا، وأذن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أمس، لرؤساء محافظات الواقعة جنوب شرقي الحدود مع ليبيا للتعامل مع مستجدات الوضع الاستثنائي الذي سينتج من احتمال تدفق آلاف اللاجئين الليبيين والأفارقة. وأعلنت تونس أمس، أنها ستشكل لجاناً مناطقية مكلفة إعداد «خطة» تحسباً لتداعيات تدخل عسكري دولي في ليبيا. ودعت منظمة الهلال الأحمر التونسي السلطات التونسية والمنظمات الدولية المعنية بقضايا اللاجئين إلى «وضع خطة طوارئ عاجلة استعداداً لتدفق آلاف الليبيين وغير الليبيين المقيمين في ليبيا إلى تونس في حال حصول تدخل عسكري ضد المجموعات الإرهابية المتمركزة في هذا البلد». وحذرت «الجبهة الشعبية» اليسارية في بيان أمس، من «محاولة استعمال الجمعيات والمنظمات المشبوهة أي تدخل عسكري في ليبيا للانتشار في جنوب البلاد تحت غطاء أنشطة إنسانية للقيام بأعمال مضرة بالوطن والشعب»، داعيةً الدولة إلى وضع الأنشطة الإنسانية وأعمال الإغاثة تحت المراقبة لتجنب الاختراق.