اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا بتقويض جهود التوصل إلى حل سلمي للصراع في سورية، باستهداف جماعات المعارضة بدلاً من متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مشيراً إلى أنه "لا يمكن تحقيق سلام دائم من دون وقف ذلك". وقال إن "روسيا تستهدف في الأساس جماعات المعارضة وليس داعش. الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الروسية على جماعات المعارضة المختلفة في سورية قوضت فعلياً جهود التوصل إلى حل سلمي عبر المفاوضات". وأضاف "ما نحتاجه هو اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. نحتاج إلى مساعدة للمدنيين وبالطبع إلى اتفاق للانتقال السياسي". ورحبت ألمانيا من جهتها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ لكن ذكرت اليوم (الجمعة)، أن "على روسيا أن تثبت عبر أفعال ملموسة سعيها لتطبيق الاتفاق الهادف إلى وقف الأعمال العدائية في سورية، وتسهيل وصول المساعدات الأنسانية الى المدنيين"، بحسب الناطقة باسم الحكومة كريستين فيرتز. وأضافت فيرتز أن "روسيا وبحكم هجومها العسكري إلى جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، عرضت العملية السياسية الهادفة لتسوية النزاع، إلى خطر كبير". من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، إن "موسكو تأمل في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ بشأن سورية في القريب العاجل". ونقلت الوكالة عن لافروف قوله قبل اجتماعه مع نظيره السعودي عادل الجبير في ميونيخ "نأمل في ترجمة الاتفاقات التي تم التوصل إليها إلى خطوات عملية". وقالت فيرتز "أمامنا الآن فرصة إنقاذ هذه العملية لكننا ننتظر في الوقت نفسه أن لا تستخدم الفترة المتبقية لبدء وقف إطلاق نار لتكثيف الضربات"، مؤكدة أن "الهجوم الأخير لنظام دمشق في منطقة حلب دفع بعشرات آلاف الأشخاص إلى الفرار". واتفقت المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ على "وقف الأعمال العدائية في سورية خلال مهلة أسبوع، باستثناء الهجوم ضد المتطرفين"، بهدف استئناف عملية السلام ووقف نزوح المدنيين. وفي سياق منفصل، أفاد رئيس مجلس اللاجئين النروجي يان إيغلاند الذي سيرأس اجتماعاً للأمم المتحدة بخصوص توصيل المساعدات إلى سورية في وقت لاحق اليوم، بأن اتفاق القوى الكبرى في ميونيخ أمس، قد يحدث انفراجة إذا مورست ضغوط على الأطراف. وقال إيغلاند في بيان "كانت لدينا آمال كبيرة في أن أطراف مجموعة الدعم الدولي لسورية ومن بينها الولاياتالمتحدةوروسيا، ستفعل ما في وسعها من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين داخل سورية. نحن في حاجة للسماح بدخول المساعدات بشكل دائم وكامل". وأضاف "ربما يكون هذا هو الانفراجة التي كنا ننتظرها من أجل الوصول بشكل كامل للمدنيين البائسين داخل سورية. لكنه يتطلب أن يمارس كل من يملكون النفوذ ضغوطاً على أطراف الصراع".