أجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تعديلاً وزارياً لم يمس رئيس حكومته مانويل فالس، وعيّن رئيس الوزراء السابق جان مارك إيرولت وزيراً للخارجية خلفاً للوران فابيوس الذي تولى رئاسة المجلس الدستوري الفرنسي، ما بدا محاولة لجمع صفوف اليسار قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وأعاد هولاند إلى الحكومة حزب «البيئة» الذي كان خرج من الحكومة السابقة بتعيين إيمانويل كوس وجان فنسان بلاسي وبربارا بومبيلي، وتغيير وزيرة الثقافة فلور بليرين واستبدالها بمستشارته للثقافة أودري أزولاي، وهي ابنة أندريه أزولاي مستشار ملك المغرب الراحل الحسن الثاني. ولم يطاول التغيير الحكومي وزارتي الداخلية والدفاع، كما أن سيغولين رويال التي كانت طامحة لشغل حقيبة الخارجية بقيت في وزارة البيئة. وجان مارك إيرولت معروف بأنه شخصية هادئة مهتمة بالشؤون الخارجية، وهو قريب من المستشارة الألمانية أنجيلا مركل، ويتقن اللغة الألمانية. وقال ل «الحياة» مقربون منه وعملوا معه أثناء توليه رئاسة الوزراء، إنه «مهتم بشؤون المغرب العربي، خصوصاً الجزائر والمغرب، وآسيا، ولم تسبق له زيارة الشرق الأوسط». لكن تعيينه وزيراً للخارجية في حكومة خصمه وخلفه فالس، يمثل محاولة من هولاند لاستعادة الغاضبين منه الذين يحظون بوزن في أوساط اليسار الفرنسي. ويحظى إيرولت باحترام في الحزب الاشتراكي، كما يعتبر إدخال حزب «البيئة» في الحكومة محاولة لاستعادة بعض خصوم هولاند في اليسار، لتمهيد الطريق لحملته الانتخابية للرئاسة في العام 2017، خصوصاً أن التأييد الشعبي له وصل إلى أدنى مستوى في استطلاعات الرأي.