اتجهت مصانع المنسوجات التونسية إلى الأسواق الأفريقية والاسكندنافية بحثاً عن زبائن جدد للتعويض عن تراجع الطلب في الأسواق التقليدية بجنوب أوروبا بسبب مضاعفات الأزمة الاقتصادية. وأظهرت إحصاءات رسمية أن فرنسا لا تزال تستأثر بالمرتبة الأولى بين زبائن تونس في هذا القطاع، إذ تستورد 36 في المئة من صادرات المنسوجات، فيما تحتل إيطاليا المرتبة الثانية ب 32 في المئة، تليها ألمانيا ب 10 في المئة، وبلجيكا بسبعة في المئة. ويتبوأ قطاع المنسوجات مكانة مهمة بين الصادرات التونسية، إذ يشكل 22 في المئة من الصادرات الصناعية وأكثر من 31 في المئة إذا لم يُحتسب النفط والغاز. غير أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا وتسببت بتراجع الاستهلاك، أضرت بالصادرات التونسية، كون الاتحاد الأوروبي يستأثر ب 97.5 في المئة من صادرات المنسوجات التونسية. وأفادت إحصاءات وزعها أمس «المعهد الوطني للإحصاء» الحكومي، بأن صادرات المنسوجات تراجعت أكثر من أربعة في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة. ويُقدر عدد مصانع المنسوجات في تونس ب 2080 مصنعاً تُشكل الوحدات المُصدرة 80 في المئة منها. ورأى وزير الدولة التونسي للتجارة شكري مامغلي، أن مصانع المنسوجات استطاعت الصمود في الأسواق الأوروبية بعد إنهاء العمل ب «اتفاقات الألياف المتعددة»، التي كانت تمنحها تسهيلات وحوافز خاصة. وأضاف أن تونس حافظت على مركزها بوصفها المزود الخامس للاتحاد الأوروبي بالمنسوجات، وأفاد بأن صادرات القطاع تدر أكثر من أربعة بلايين دولار سنوياً. لكن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2005، وإلغاء القيود على صادراتها من المنسوجات إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، شكلا صعوبات في وجه ترويج المنسوجات التونسية في تلك البلدان. وحازت الصين سريعاً على المرتبة الأولى بين مصدري المنسوجات إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك حلت تونس في المرتبة الثانية بين مزودي فرنسا من الملبوسات، والمرتبة الخامسة بين مزودي الاتحاد الأوروبي العام الماضي. وتراجعت صادرات كل من مصر والمغرب من المنسوجات خلال الأشهر الأخيرة بسبب تناقص الطلبات من البلدان الأوروبية. واتخذ التونسيون إجراءات لدعم القطاع نظراً إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى البحث عن أسواق جديدة في أوروبا الشرقية والشمالية وأفريقيا. ورصدت الحكومة بليوني دولار لمساعدة وحدات صناعية على المشاركة في معارض دولية متخصصة بالمنسوجات والملبوسات، لتعزيز قدرتها على ترويج منتجاتها في الخارج. وعلى رغم تراجع الصادرات، وإقفال مصانع في محافظة الموناستير (وسط) التي تضم عدداً كبيراً من مصانع المنسوجات والملبوسات، اعتبر مامغلي أن القطاع «غير مهدد».