حققت القوات الشرعية في اليمن مدعومة بقوات التحالف العربي سلسلة انتصارات ميدانية متسارعة على الأرض، مكبدة مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي صالح خسائر مادية وبشرية ومعنوية كبيرة في صفوفهم، وبخاصة بعد اقتراب القوات الشرعية من مناطق مجاورة للعاصمة اليمنية صنعاء وبدء معركة تحريرها. وتأتي تلك الانتصارات في الذكرى الخامسة من اندلاع ثورة الشباب اليمنية في 11 شباط (فبراير)، التي انطلقت مطالبة بإسقاط الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتحوُّل الاحتجاجات في اليمن إلى ثورة، إذ دشن الشباب أول اعتصام مفتوح في مدينة تعز جنوبي اليمن. كما شهدت صنعاء ومختلف المدن تظاهرات واحتجاجات تطالب ب«إسقاط النظام»، وفي ال20 من فبراير، دشن الثوار ساحة اعتصام مفتوحة استمرت قرابة عام. وقال المجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية في بيان صحافي أمس، إن «ثورة 11 فبراير» ستنتصر على قوى التمرد والانقلاب وإنها شعلة لا يمكن أن تطفئها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. وأضاف: «الذكرى الخامسة للثورة لها طابعها الخاص الذي يجعلها تقف على مشارف عهد جديد يشهده الوطن في ظلّ الإنجازات التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة القوى الانقلابية واستعادة الأمن والأمان وفرض هيبة الدولة على كامل التراب الوطني». واحتفالاً بالذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير، أشعل قائد المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب اللواء عبدالرب الشدادي شعلة الذكرى الخامسة، بساحة الحرية وسط المدينة، فيما نظم شباب الثورة حفلة خطابية وفنية. وعلى رغم التشديدات الأمنية للحوثيين في صنعاء، فإن ساحة التغيير شهدت احتفالاً رمزياً للعشرات من الناشطات اللاتي أكدن استمرار ثورة فبراير وأهدافها في دولة اتحادية عادلة للجميع، مطالبين بإطلاق جميع المختطفين في سجون الحوثيين وقوات صالح، ورفع المحتفلون صور شهداء ثورة فبراير، إضافة إلى صور المختطفين. وفي تعز احتشد آلاف المتظاهرين في شارع جمال للاحتفال بثورة فبراير بشعار: «11 فبراير ثورة الحلم الحاضر» على رغم استمرار القصف المدفعي للحوثيين، ونظمتها قافلة التحدي بالمدينة. وقدم شباب الثورة عروضاً فنية تندد بالحصار الجائر الذي يفرضه الانقلابيون منذ تسعة أشهر، وشددت العروض على صمود المدينة في وجه القوة العسكرية. وعلى صعيد المعارك شن طيران التحالف صباح أمس غارة جوية على موقع «الوية الصورايخ» في جبل عطان جنوب العاصمة صنعاء، كما يواصل قصفه اليومي على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي وقوات صالح في صنعاء وضواحيها. وتأتي تلك الاحتفالات في ظل استمرار المعارك العنيفة في جبهة نهم الواقعة على تخوم صنعاء. وعلى صعيد ميداني، قال مصدر في المقاومة ل«الحياة» إن معارك عنيفة دارت أمس بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة والمسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، في مناطق حيدة وحيسان في الأقروض جنوب شرق مدينة تعز (وسط البلاد). وذكر المصدر أن القوات الشرعية أحرزت تقدماً كبيراً باتجاه قرية الصرم وقرية الذنيب وقرية دبة نحو منطقة الأحياد، وكذا من قرية المخعف فيما تزال المعارك مستمرة. وذكر سكان محليون أن الحوثيين يدفعون بمزيد من التعزيزات إلى منطقة الأحياد، فيما تستمر المعارك في محيط مركز مديرية المسراخ، بالتوازي مع قصف مدفعي عنيف تتعرض له مواقع المقاومة في محيط مركز المديرية. وفي غضون ذلك، قصفت بوارج حربية تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، مواقع للمتمردين الحوثيين ومليشيات صالح في مدينة المخاء الساحلية غربي مدينة تعز، بعد أن أحرزت القوات الشرعية تقدماً في مديرية المسراخ جنوبيالمدينة. وأفاد مصدر محلي، بأن القصف على المخاء كان تحت غطاء وقصف جوي أيضاً، واستهدف آليات وتجمعات للمتمردين في شارع الميناء والجمارك ومزرعة في المدينة، وقتل أكثر من 15 حوثياً، في مناطق متفرقة من تعز، وأسرت القوات الشرعية آخر، في حين تجددت الاشتباكات مع ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق جولة المرور ووادي عيسى غربي المدينة. كما صدت القوات الشرعية هجوماً للمتمردين على مواقع في ميلات وتبة الكرساح في الضباب، ومنطقة وهر بجبل حبشي جنوب غربي تعز. إعلان ميدي الساحلية منطقة محررة أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة مديرية ميدي الساحلية، منطقة محررة بشكل كامل من أي وجود لمسلحي جماعة الحوثي وقوات علي عبدالله صالح. وأكدت أنها ستكون مقراً لانطلاق العمليات العسكرية ضد الانقلابيين. وقال مصدر عسكري إن الأسرى الحوثيين كانوا ضمن تعزيزات جديدة استقدمها الحوثيون عقب خسارتها لمديرية ميدي خلال الأسابيع الماضية. وكانت قوات الجيش الوطني أسرت خلال اليومين الماضيين عدداً من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، أثناء المعارك التي دارت في محيط منطقة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب البلاد). وأضاف المصدر إن خمسة مسلحين حوثيين أُسروا أثناء تطهير جيوب للمواقع في مناطق خارج ميدي، بينهم جريح بادرت الفرق الطبية للجيش الوطني بإسعافه إلى المستشفى. وأكد استعداد قوات الجيش الوطني للتقدم وتحرير بقية المناطق الواقعة في الإطار الجغرافي للمنطقة الخامسة، مشيراً إلى أن ذلك مرتبط بتوجيهات القيادة العليا للقوات المسلحة.