من حق السيد بيتر فيلمبان أن يجد في الانتخابات الآسيوية موطئ قدم له، وأن يحاول الاستفادة منها بشتى الوسائل، حتى وإن أراد تصفية حساباته الشخصية، فهي انتخابات يجب أن تكون ديموقراطية بين اثنين من القيادات الرياضية المميزة، التي انجبتها صحراء الخليج، ليتنافسوا على مقاعد قمم آسيا الكروية. ولكن أن يصل الاستخفاف في فيلمبان الذي أٌخفي من خريطة الكرة الآسيوية، بعد أن كان عرابها طوال عقود عجاف مرت باتحادها القاري، الذي كان يئن من وطأة الفساد والمحسوبية، حتى وصل أبناء الخليج لقيادة هذا الاتحاد واعادة هيكلته، وتنظيفه من كل الشوائب الملتصقة به، ليعود الأمل من جديد بأن يكون للكرة الآسيوية مكانها في الخريطة الدولية، من خلال اتحادها الذي بات يحتل مكانة مرموقة في عالمها. فبيتر تطاول كثيراً من خلال مؤتمره في العاصمة الماليزية أمس، وحاول الإساءة والتقليل من جميع رياضيي منطقة الخليج، وليس ابن همام فقط، عندما استعان بمعجمه، ليقول بعد انتخابات آسيا سيعود ابن همام الى الصحراء التي قدم منها! في تصوري أن فيلمبان الذي يمثل النموذج السيئ لإداريي ورياضيي القارة إذ أساء في حديثه للمهذب سلمان آل خليفة، الذي لا يقبل مثل هذا الطرح والتوجه، والى كل القيادات الرياضية الخليجية، سواء المناصرة لابن همام أو لآل خليفة، ولأسرة كرة القدم الآسيوية وللديموقراطية ومناصريها، الذين ساءهم حديث «المهرج» وإسقاطاته. صحراء الخليج يا بيتر خرّجت قيادات رياضية وهامات كان وما زال لها وزنها وثقلها في المجتمع الدولي، بدءاً من الراحلين فيصل بن فهد الذي جعل للعرب كلمة ودوراً مؤثراً وأحمد الفهد، ومن بعدهما سلطان بن فهد ونواف بن فيصل وأحمد الفهد وآل خليفة وابن همام الذي يكفي آسيا أنه أبعدك، وآخرين من «الجاثمين» على كرتها خارجاً. هذه الصحراء يا فيلمبان لها ولقادتها وأبنائها مكانة كبيرة ودور مؤثر في الخريطة السياسية في العالم، وأصبحت وجهة سياسية واقتصادية للريادة، وحل مشكلات العالم، ووجود احدى دولها في قمة العشرين، دليل على مدى تطورها وتأثيرها الكبير. هذه الصحراء لن تقبلك مهما حاولت «ارخاص» نفسك، وعرضها في أي قضية، لأنك قضية خاسرة لا تجلب سوى خسران. وعلى كل الأحوال لست مؤيداً لابن همام، او معارضاً لآل خليفة، ولكنني أتمنى ألا نعطي الفرصة لمن يحاول تشويه صورتنا، وتنافسنا الديموقراطي، بقلة وعي يسيء لنا جميعاً وللرياضة بشتى أشكالها، ويسرق منا الديموقراطية التي نبحث عنها دوماً، ونصدم في كثير من الأحيان عندما نجدها أمامنا، فنحاول تحطيمها لتبقى مصالحنا حية وحاضرة.